قصيدة أبو الطيب المتنبي
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""] قِفَا تَرَيَا وَدْقي فَهَاتَا المَخايِلُ=وَلا تَخْشَيا خُلْفاً لِما أنَا قائِلُ
رَماني خساسُ النّاس من صائبِ استِهِ=وآخَرَ قُطْنٌ من يَدَيهِ الجَنَادِلُ
وَمن جاهلٍ بي وَهْوَ يَجهَلُ جَهلَهُ=وَيَجْهَلُ عِلمي أنّهُ بيَ جاهِلُ
وَيَجْهَلُ أنّي مالكَ الأرْضِ مُعسِرٌ=وَأنّي على ظَهرِ السِّماكَينِ رَاجِلُ
تُحَقِّرُ عِندي هِمّتي كُلَّ مَطلَبٍ=وَيَقصُرُ في عَيني المَدى المُتَطاوِلُ
وما زِلْتُ طَوْداً لا تَزُولُ مَنَاكبي=إلى أنْ بَدَتْ للضّيْمِ فيّ زَلازِلُ
فقَلْقَلْتُ بالهَمّ الذي قَلْقَلَ الحَشَا=قَلاقِلَ عِيسٍ كُلّهُنّ قَلاقِلُ
إذا اللّيْلُ وَارَانَا أرَتْنا خِفافُها=بقَدحِ الحَصَى ما لا تُرينا المَشاعِلُ
كأنّي منَ الوَجْناءِ في ظَهرِ مَوْجَةٍ=رَمَتْ بي بحاراً ما لَهُنّ سَواحِلُ
يُخَيَّلُ لي أنّ البِلادَ مَسَامِعي=وأنّيَ فيها ما تَقُولُ العَواذِلُ
وَمَنْ يَبغِ ما أبْغي مِنَ المَجْدِ=والعلى تَسَاوَ المَحايي عِنْدَهُ وَالمَقاتِلُ
ألا لَيسَتِ الحاجاتُ إلاّ نُفُوسَكمْ=وَلَيسَ لَنا إلاّ السّيوفَ وَسائِلُ
فَمَا وَرَدَتْ رُوحَ امرىءٍ رُوحُهُ له=وَلا صَدَرَتْ عن باخِلٍ وَهوَ باخِلُ
غَثَاثَةُ عَيشي أنْ تَغَثّ كَرامَتي=وَلَيسَ بغَثٍّ أنْ تَغَثّ المَآكلُ[/poem]