أ. د. سالم بن أحمد سحاب
إنها خطوة أخرى نحو الاهتمام بأبنائه وإخوانه مواطني هذا البلد الكريم. سلمت يداك يا أبا متعب وعشت ذخرًا لهذا الوطن الذي يبادلك حبًا بحب وتقديرًا بتقدير وولاء بعطاء. تخفيض أسعار الوقود بمقدار الثلث يمثل إحدى صور تفاعل القيادة مع شعبها، فهي تدرك ولله الحمد أن دخل المملكة الذي يتزايد يومًا بعد يوم جدير بأن يكون موضع شكر متواصل لله عز وجل، وأن من مظاهر الشكر انعكاس ذلك الخير على جميع المواطنين، وحتى المقيمين.
ومن الزيادة في الرواتب اعتبارًا من شهر رمضان الماضي إلى خفض أسعار الوقود اعتبارًا من يوم الاثنين الماضي الموافق لغرة مايو 2006م، يضيء خادم الحرمين الشريفين الشمعة تلو الشمعة في معظم بيوت هذا الوطن، فالوفر الذي يتحقق من هذا الخفض في سعر الوقود يعني بالضرورة إنفاقًا آخر على احتياجات أخرى باتت ضرورية مع تطور العصر ومرور الزمن.
ولخفض الوقود جوانب أخرى إضافية، فهو يعني بالتأكيد خفض تكاليف نقل المواد والسلع باختلاف أنواعها بدءاً بالمواد الغذائية وانتهاءً بالمواد المعمّرة مثل السيارات والأجهزة الكهربائية ومواد البناء وما إلى ذلك، وذلك كله لا بد أن ينعكس على الأسعار جملة وتفصيلاً، وحتى على أسعار الخدمات أيضًا.
وبصفتك مواطنا محبا لوطنك ومقتديا بمليكك أيها الأخ التاجر، ويا رجل الأعمال المقتدر.. فأنتما معنيان بهذه اللفتة الكريمة، ففيها رسالة واضحة لا بد من إدراكها ولا بد من التفاعل معها خفضًا للأسعار ولو بالقليل الذي يتناسب مع خفض أسعار الوقود أو يزيد.
ولأنّ الكريم لا يزداد إلاّ كرمًا، ولأن حاجات المواطن لا تزيد إلاّ كثرة، فإن فئة كبيرة من أبناء هذا البلد تتطلع إلى مزيد من الأوامر والمراسيم التي تعود عليه بالخير والنفع. فمثلا هل نشهد يوما تنخفض فيه بعض الرسوم الحالية خاصة على أصحاب الدخول المتدنية وهم الكثرة الغالبة. هل نأمل يومًا بخفض رسوم الاستقدام مثلاً إلى النصف، ولو حتى للشرائح التي يتدنى دخلها الشهري عن ستة آلاف ريال مثلاً، أو أولئك الذين اشتدت عليهم ظروف الحياة واضطرتهم إلى استقدام خادمة أو سائق أو ممرضة.
كل هؤلاء ينتظرون مزيدًا من اللفتات الأبوية الملكية الحانية، فهم حقيقة يستحقون، ومليكهم جدير بهذه المكرمات. لسان حال هؤلاء يقول ما قاله إيليا أبو ماضي عن الوطن
أنا من ترابــك ذرة
ماجت مواكب من مُنى
أنا من طـيورك بلبل
غنّى بمـجدك فاغتنى
كم عانقت روحي رباك
وصفّقت في المنـحنى
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وأسبغ عليه دومًا ثوب الصحة والعافية.
المفضلات