[ALIGN=CENTER]الحلقة الأولى[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]الأستاذ عبد الكريم الحمدي يسلم الأستاذ عواد الصبحي رئيس لجنة أصدقاء التراث درع الغرفة التجارية [/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]طبقتان من طبقات المجتمع ليس لي بهما أي صلات أو علاقات ( الضباط ورجال الأعمال ) والنفور عادة يأتي مني ، فالضباط يتولون مناصب حساسة ، وعلاقتك بأحدهم تسبب لك الإحراج حين يطلب منك صديق أن تتوسط له في قضية معينة لا يستطيع من تعرفه من الضباط أن يتعامل معها إلا بما يفرضه النظام .
ورجال الأعمال يتكلمون بالملايين والرصيد والشيكات والمخططات والعمولات ، التي لا أملك أدواتها ولا أجيد لغتها . وبقيت علاقتي برجال هاتين الطبقتين محصورة فيمن كنت أعرفه زميلا أو قريبا أو جارا أو صديقا قبل أن يدخلهما .

وكنت أسمع بالأستاذ عبد الكريم الحمدي كرجل أعمال ناجح من أهل البلد ، ورئيس للغرفة التجارية فيما بعد ، ولكني لا أعرفه شخصيا ، وكان لي صديق من جلسائه دائما ما يطلب مني أن أذهب معه إليه ، فكنت أرفض ذلك ، لأنني لا أعرفه أولا ولما ذكرته آنفا من أسباب ، فكان يقول لي أن عبد الكريم يختلف عما تقول : فهو إنسان متواضع كريم يحب الناس ويحبونه، وتجد في مجلسه المثقفين والشعراء والأدباء جنبا إلى جنب مع التجار ورجال الأعمال ، فتذوب الفوارق وتتحد الاتجاهات . وكدت أن أستجيب لدعوة هذا الصديق لولا أن اعترضتني حادثة عززت قناعاتي وزادتها رسوخا . أرويها لكم :

اتصل بي ذات ليلة أحد رجال الأعمال وقال : أنا فلان ، ودلني عليك ( فلان ) وأخذت جوالك منه .. أنا بحاجة إلى من يكتب لي معروضا في القضية الفلانية ، هذه الليلة لأنني سوف أقدمه لسمو الأمير مقرن في الصباح. استمعت لقضيته وكتبت له ما طلب وأرسلته له واتصل بي مرة أخرى لإبداء بعض الملاحظات ، وتعديل بعض الفقرات ثم مرة أخرى للتعديل حتى استقر رأيانا على الصيغة التي أبدى إعجابه بها وشكرني عليها .
التقيته بعد ذلك صدفة وبما أنه لا يعرفني رأيت من واجبي أن أعرفه بنفسي فالرجل شكرني هاتفيا ، وربما أنه يرغب في أن يتعرف علي فسلمت عليه ، وقلت له أنا أبو رامي ، فبدا لي أنه لم يعرفني فقلت أنا من كتب لك المعروض الفلاني فقال لي ( آه ..شكرا ) ببرود جعلني أتمنى لو أنني لم أقدم على هذه الخطوة وبدوت لحظتها كأنني أستجديه ثمن هذه الخدمة أو أمنها عليه .. وخرجت من هذه الحادثة بقناعة أخرى تضاف إلى القناعات السابقة وهي : أن البعض من رجال الأعمال ، أؤكد ( البعض ) يظن أنك لا تتعرف به أو تتقرب منه إلا لمصلحة ترجوها فصرفت النظر نهائيا عن الاستجابة لدعوة هذا الصديق .

بعد ذلك دعاني قريب لمرافقته إلى ينبع النخل لحضور دعوة عشاء وجهت له ، فذهبت معه وفوجئت أن في مقدمة المدعوين سعادة محافظ ينبع إبراهيم السلطان وكبار الشخصيات المعروفة في البلد ، ورأيت بجوار المحافظ رجلا مهيبا يتصدر المجلس يستقطب الأنظار ويلفت الانتباه بما يرويه من النوادر والأشعار وما يعرضه من الآراء والمقترحات وما يملكه من طيب القول .. وبدا لي أن سعادة المحافظ يحبه ويدنيه منه.. فوقر في نفسي أنه المخصوص بالدعوة وأنه ربما يكون من خارج البلد .. وتذكرت حينها قول سيدنا عمر رضي الله عنه عندما أراد أن يختار أميرا على سرية حين قال : "أريد رجلا إذا كان في القوم وهو ليس أميرهم قيل هذا أميرهم "
التفتّ إلى قريبي وقلت : من هذا ؟ قال هذا عبد الكريم الحمدي !!!!!!![/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]يتبع[/ALIGN]