العمودي» قطع شرق جدة وغربها سباحة
نجا من الموت غرقا وخشي أن يرحل مطعونا

محمد العجلان ــ جدة






بقي ياسر العمودي محاصرا بين أمواج وتيارات السيل لأكثر من 10 ساعات، ولما اعيته الحيلة قطع المسافة بين شرق جدة وغربها سباحة، الساعات الـ 10 العصيبة في حياة الرجل لا تنسى، إذ رأى الموت بعينيه كما يقول في رحلته المائية، شاهد أشخاصا تجرفهم المياه العاتية، وسيظل يستذكر عائلة كانت في سيارة ولما فاضت السيول ولحقت بسقفها ترك السائق ركابه وتوارى عن الأنظار، يقول العمودي الناجي من الغرق لـ«عكاظ» إنه من سكان حي الصفا شمال جدة، وفي صبيحة الإعصار المخيف خرج بسيارته مع أحد أصحابه لإيصاله إلى حي الأمير فواز، وفي طريق العودة دهمته السيول من كل جانب واستطاع بصعوبة اختراق التيارات المائية والوصول بمركبته إلى قرب جسر الجامعة، وازداد الأمر سوءا بسبب ارتفاع مستوى منسوب المياه وشارفت سيارته على الغرق، ولم يكن هناك سبيل غير الخروج منها والبحث عن طوق نجاة، فسار مسافات طويلة على قدميه في اتجاه الشمال، العشرات من العابرين كانوا مثله وسقط بعضهم من شدة الإعياء والتعب.
يواصل ياسر العمودي روايته «لم أكن بمفردي في الرحلة الصعبة، 20 رجلا كانوا يواجهون الموت مثلي وبعضهم من كبار السن، ولما فاضت المياه أكثر من ذي قبل قررت الاستفادة من خبرتي في السباحة فسبحت من شرق جدة إلى غربها، وقطعنا جسر فلسطين على أقدامنا ووصلت إلى المكان في العاشرة مساء، المشاهد لا تنسى، رأيت عشرات العابرين يواجهون خطر الموت ويرفعون أياديهم طلبا للغوث والنجدة، ولكن التعب والإعياء أخذ منا كل شيء، ومع ذلك ساعدت عجوزا كانت الأمواج تتلاطمه من كل جانب».
لم تكن رحلة نجاة ياسر العمودي سهلة، إذ صادفته في طريق العودة عشرات من قطع الأثاث العملاقة وشرائح الحديد الصدئة والأدوات الحادة، وكان لزامه أن يأخذ الحذر من ألا يموت مطعونا بعد أن نجا من الموت غريقا.