الثلاثاء 27 ديسمبر 2005م، 26 ذو القعدة 1426 هـ


والد "اضطر" أن يشتريها لطفلته الصغيرة..



"خدش للحياء"..

تأثير "سلبي" على الصغار






دبي - العربية. نت

تسبب الإعلانات التلفزيونية عن "المنشطات الجنسية" إحراجا لأولياء أمور الأسر السعودية، حيث تؤدي الإيحاءات التي تتضمنها إلى طرح أسئلة مختلفة أوقع أغلبها الأهل في مواقف محرجة مع أبنائهم إلى درجة أن البعض منهم كان يسارع إلى إغلاق التلفزيون عند بث الإعلان، وبعض الأمهات يتوارين خجلا أمام نظرات الأبناء عند عرض الإعلان.

وتروي عدة ربات بيوت قصصا عن الإحراج الذي يتعرضن له خاصة من أطفالهن عند عرض إعلانات المنشطات على التلفاز لأن خصوصية المجتمعات العربية تجعل الحياء من أبرز ميزات أفراد الأسرة ويصبح الغمز واللمز عند مشاهدة هذه الإعلانات أمرا لافتا للانتباه.

وتقول أم بندر لصحيفة "الوطن" السعودية إن أحد أطفالها يحرجها عند عرض إعلان عن منشط جنسي بسؤالها أمام الجميع عما يعنيه الإعلان وما هي الفائدة من تناول هذه الحبوب فتجد نفسها تتصبب عرقا خاصة بوجود إحدى شقيقتيه المراهقتين مما يضطرها لتغيير القناة أو طلب مغادرة البنت الموجودة أو الاثنتين، وتناشد منتجي ومستوردي مثل هذه الأدوية أن يراعوا خصوصية مجتمعنا واختيار الطريقة المثلى للإعلان عنها والمواعيد الأنسب لبثها وتحديد الشرائح المستهدفة.




"خدش للحياء"..

وتوضح وداد الأحمدي للزميل مصطفى الفقيه أن تساؤلات ابنتها المراهقة بعد أن تشاهد تلك الإعلانات تجعل تشعر بالخجل، "مع أنني على قناعة بضرورة أن تكون لدينا ثقافة جنسية بأسلوب متزن وعلمي يصحح الموازين ويعطي المعلومات الدقيقة التي يحتاجها الناس بطرق أفضل مما نشاهده في القنوات الفضائية وهو بصراحة يخدش الحياء ويحمّر الوجوه".

وتحكي سميرة سليمان أن إحدى بناتها الصغيرات شاهدت الإعلان عن أحد هذه المنتجات فاستفزها الإعلان وأرادت أن تحصل على المنتج بأي طريقة لاعتقادها أنه يمدها بالحيوية والنشاط حسبما جاء في الإعلان وأصرت على أن تحصل عليه وكان لها ما أرادت برفقة والدها الذي شرح لها أن هذه المنتجات خاصة بالكبار في السن والمرضى ويمكن أن يؤذيها تناوله وهي في هذا السن الصغير، ومثل هذه القصة يمكن أن تأخذ منحى آخر حين يحاول المراهقون في غفلة من أهلهم شراء مثل هذه المنتجات وتجربتها بطريقة أو بأخرى وقد يحدث مالا يحمد عقباه.

وتطالب سميرة أن يعي مستوردو هذه المنتجات ذلك، وأن يختاروا الطرق المثلى والمقبولة اجتماعيا في صياغة إعلانات هذه المنتجات خاصة وأن الأطفال والمراهقين هم أكثر الفئات متابعة لأجهزة الإعلام المختلفة المرئية أو المكتوبة أو المسموعة ما يعني أن منتجي هذه الإعلانات لايدركون خطورة ما ينتجون على هذا النشء.




تأثير "سلبي" على الصغار

من جانبه يوضح مشرف النشاط الثقافي بتعليم جدة حسن شاهين أن انتشار إعلانات المنشطات الجنسية في وسائل الإعلام المختلفة له تأثير سلبي على النشء أكثر من تأثيرها الإيجابي على الكبار الذين يتعاطونها.

ويقول: "لأننا أصبحنا في عصر العولمة والقرية الإلكترونية ومحاطون بقنوات فضائية تبث ما يخدش الحياء فإننا مطالبون بأن ننظر بعين الاهتمام لحماية أجيالنا من هذه الأنواع من الإعلانات في ظل طغيان التفسخ والدعوة للإباحية والابتذال في عدد من القنوات التي تكرس عروضها وبرامجها لاجتذاب المراهقين ضعاف الإيمان والنفوس وغير القادرين على التحكم في غرائزهم، فالدور المطلوب من الجميع هو مواجهة هذه الهجمة، ولعلي هنا لا أنسى دور المدرسة في التوعية لأن الأسرة لا يمكن أن تواجه المراهق والصغار نظرا لخصوصية المجتمع ولقرب المدرسة من الطلبة بحيث تستطيع بحث مشاكلهم أكثر من أسرهم أحيانا".

لذلك مطلوب - والكلام لشاهين - من الجميع توضيح الصورة حول هذه الأنواع من الأدوية وما قد يترتب على طرح إعلاناتها بالصورة الفجة الحالية من مخاطر، ولا ننسى دور أجهزة الإعلام وتأثيرها على الجيل بالطرق العديدة المتوفرة لها، ولعله يمكن الاستفادة من البرامج التلفزيونية والأشرطة السمعية التي تتضمن النصائح والإرشادات والتوعية وطرح بعض الرؤى التي يحبذها الطفل والمراهق بتقديمها بعد إجازتها من الجهات المعنية بأسلوب سهل وانضباط وتحديد الأهداف، ومع أننا متفقون على احتياج العديد من الكبار لهذه المنشطات لكن يجب أن يخطط لتوصيلها للناس بشكل يحترم مشاعر الآخرين خاصة في الإعلانات عنها.

ويشير شاهين إلى أنه يمكن أن يكون للأئمة دور في التثقيف الجنسي وكذلك علماء النفس والاجتماع لابد أن يكون دورهم أكبر لكي تعم الفائدة المجتمع والنشء بتكريس مفاهيم الثقافة الجنسية بأسلوب علمي مدروس يراعي خصوصية المجتمعات العربية لاسيما وأن هناك مؤلفات لعدد من الكتاب منهم الدكتور صبري القباني تحتوي على معلومات علمية مشوقة وروعيت فيها خصوصية المجتمع العربي.