والد سلطانة التي ابتلعتها حفرة السيول يروي تفاصيل ماحدث ويرد على الدفاع المدني بعد نفيها تلقيها بلاغه




صحيفة المرصد : في تطور جديد في شأن قضية حفرة درء أخطار السيول، التي ذهبت ضحيتها «سلطانة وخالتها حنان»أصدرت المديرية العامة للدفاع المدني في منطقة المدينة المنورة ، بياناً نفت فيه تلقيها اتصالاً هاتفياً من والد الفتاة «سلطانة» التي ابتلعتها وخالتها «حنان» حفرة درء أخطار السيول في سليلة جهينة. فيما بيّن والد سلطانة أن لديه ما يثبت اتصاله بالدفاع المدني وإبلاغه عن الحادثة.

وقال المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني في منطقة المدينة المنورة العقيد خالد الجهني، في بيان صحافي : «إن مركز التحكم والتوجيه في إدارة الدفاع المدني بمحافظة العيص، تلقى عند الـ12 ليلاً، اتصالاً من رئيس مخفر شرطة سليلة جهينة، متضمناً وصول جثة فتاتين إلى مستشفی السليلة. ومن خلال الاستفسار عن معلومات حادثة الفتاتين؛ اتضح أنهما تبلغان من العمر 14 و17 عاماً، وأنه تم نقل جثتيهما إلى المستشفى، بعد أن تم انتشالهما من مستنقع مائي في قرية سليلة جهينة إلى جوار منزلهما».
ووفقا لصحيفة الحياة أضاف الجهني: «للتعرف على ملابسات الحادثة، شكّل مدير الدفاع المدني في منطقة المدينة المنورة، لجنة عاجلة برئاسة مدير الإدارة العامة للعمليات، وبمشاركة مندوب من إدارة تقنية المعلومات، وذلك لتقديم واجب العزاء إلى ذوي الفتاتين، ومعرفة حقيقة ما حدث مع معاينة الموقع»، مبيناً أن اللجنة المشكلة باشرت عملها في الحال، «وقامت بمراجعة البلاغات الواردة لمركز القيادة والتحكم في إدارة الدفاع المدني في محافظة العيص، لمعرفة فيما إذا تسلموا بلاغاً بطلب النجدة من عدمه، وتبيّن عدم تلقي أي بلاغ عن الحادثة». وأشار المتحدث باسم الدفاع المدني إلى أن اللجنة سعت إلى التعرف علی الآلية التي تم الاتصال بها علی غرفة عمليات الدفاع المدني، من المبلغين، وتم في هذا الصدد الالتقاء في ذوي المتوفيتين، وشهود عيان، وتم الاستفسار عن الطريقة التي تم إبلاغ الدفاع المدني بها عن الحادثة، واتضح أنه لم يتم إبلاغ الدفاع المدني عن حادثة الغرق، وتم الاستماع إلى اللذين شاركا في عملية انتشال جثتي الفتاتين، وهما أخ إحدى الفتاتين، ومقيم سوداني، وأفادا بأنهما بادرا إلى إخراجهما، ولم يتم إبلاغ الدفاع المدني عن الواقعة، وتم تدوين ذلك خطياً. كما تم عمل محضر مشترك بين لجنة الدفاع المدني ورئيس مخفر شرطة سليلة جهينة، وشيخ سليلة جهينة، والذي أوضح ما انتهت إليه أعمال اللجنة بحضورهم من استماع إلى ذوي المتوفيتين، وإفادتهم بعدم إبلاغ الدفاع المدني لمباشرة الحادثة، وأنهم قاموا بإخراج الفتاتين ونقلهما إلى مستشفی السليلة، ولم يبلغوا الدفاع المدني».
وأكد العقيد الجهني، أنهم يقدرون «الحال النفسية التي يعيشها ذوو الفتاتين، وعظم المصاب الذي حل بهم وأسرتهم». وقال: «لا نبرر، بل نورد حقائق موثقة في غرفة العمليات، ونكرر تعازينا الحارة ومواساتنا إلى أسرة الفتاتين»، مشيراً إلى أن مديرية الدفاع المدني في المدينة المنورة توضح ذلك «لأنها توكد للجميع حرصها علی سرعة مباشرة ما يتم تلقيه من بلاغات واستغاثة، وذلك انطلاقاً من المهمات المناطة بها، والمتمثلة في حماية الأرواح والممتلكات والتي وفرت لضمان تنفيذها الإمكانات كافة».
وفي المقابل، روى والد «سلطانة» سعود محمد القاضي ما حدث، مبيناً أنه من سكان «محافظة العلا»، وكان اصطحب ابنته «سلطانة» لزيارة بيت جدها في سليلة جهينة. وقال: «وقعت ابنتي وخالتها في الحفرة التي تبعد عن المنزل نحو 500 متر، وتركت من دون سواتر سلامة تصطاد الأبرياء». وأضاف: «تلقيت اتصالاً السابعة والنصف أو الثامنة ليلة وقوع حادثة الغرق، وكنت وقتها في محافظة العلاء، ووصلت إلى موقع الحادثة الـ11، واتصلت بنفسي بالدفاع المدني، وكذلك الشرطة، ومركز «سليلة جهينة»، وأبلغوني أن لديهم خبر بذلك، فكيف يقال إنه لم يردهم بلاغ عن الحادثة؟». وأكد القاضي أنه قام شخصياً بالاتصال بالدفاع المدني، ولديه ما يثبت ذلك، وبيّن أن الدفاع المدني ذكروا حينها أنهم مشغولون في إسعاف سيارة جرفتها السيول في مركز الضليعة، مشيراً إلى أنهم وعدوه بالحضور، «وسيرسلون مندوباً مع مندوب الشرطة، وقاموا بتزويدي برقم مندوبهم». وأضاف: «اكتفت شرطة مركز سليلة جهينة بمطالبتي بكتابة إقرار تنازل، أما مندوب الدفاع المدني فلم يحضر إلا الثانية من ظهر الجمعة، على رغم أني كنت اتصل به ولم يرد، وعندما حضر، قال: إنه يريد دفن الحفرة وسحب الماء، ولكنني رفضت ذلك، مطالباً بتشكيل لجنة تحقيق». وعن حضور مسؤولي الدفاع المدني، قال القاضي: «حضر ضباط من الدفاع المدني مساء يوم (الجمعة)، بعد مرور 24 ساعة على الحادثة». ووصف بيان مديرية الدفاع المدني بأنه جاء «ليغطي تقصيرهم في مساعدتي، وانتشال الجثث». وعن حديث خال البنت المستند إليه في البيان، أوضح أنه كان يتحدث عما قام به شخصياً.
وأضاف والد «سلطانة»: «أحمل المسؤولية كاملة إلى كل من تقاعس عن مساعدتي»، مؤكداً أن ما حدث لابنته وخالتها من مسؤولية رئيس بلدية سليلة جهينة، ومسؤولي الدفاع المدني في العيص، ورئيس مركز سليلة جهينة. وأضاف القاضي: «إن من انتشل جثتي ابنتي وخالتها، مقيم سوداني، بمساعدة خال ابنتي. ولم يحضر أي أحد من المسؤولين في تلك الليلة، واكتفى مندوب المركز، بمطالبتي بكتابة إقرار تنازل عند الثانية فجراً». وطالب الجهات المعنية بـ«تحمل مسؤولياتها والتحقيق في القضية، ودفن الحفرة كي لا تتسبب في ضحايا جُدد».