عابد خزندار
يلجأ الكثير من الطلاب كما يقول أحد كتاب صحيفة الرياض الأستاذ حسين القفيلي في مدارس التعليم العام خلال فترة الاختبارات النهائية إلى الاعتماد على الملخصات والمذكرات الموجزة التي تتوفر في أغلب المكتبات ومراكز التصوير المختلفة، ولم يذكر السبب في ذلك وهو طريقة التعليم التي تعتمد على الحفظ والتلقين والتي دأبنا على تطبيقها منذ بدايات التعليم وحتى الآن، والتي لا نستطيع تغييرها لأن المعلمين أنفسهم تدربوا عليها ومارسوها حتى حصلوا على الشهادة، ولذلك فإن الامتحانات تمتحن قدرة الطالب على مقدار ما حفظه وليس ما فهمه، فمثلا في امتحان النحو يأتي السؤال عن ما هو المفعول به، وليس عن جمل يطالب الطالب فيها بوضع خط تحت المفعول به أو الحال أو التمييز، فالحالة الأولى تختبر قدرة الطالب على الحفظ والثانية تختبر قدرته على الاستيعاب، ولأن الحفظ هو المطلوب فحفظ الملخصات أسهل من حفظ مادة الكتاب المدرسي، وكلما كان الملخص مختصرا فإن حفظه يصبح سهلا، وهذه الطريقة تطبق أيضا في التعليم الجامعي، وما يحفظه الطالب ما يلبث أن ينساه بعد حين ولهذا فإن معظم الجامعيين أميون ولاسيما إذا لم يجدوا في الحياة العملية حاجة لما حفظوه، وفي هذه الحياة لن يطالبهم أحد في غير مجال التدريس بتعريف المفعول به بل كتابة جملة صحيحة وهو ما يعجزهم، ومع الأسف فإن هذه الطريقة تلغي قدرة الطالب على التفكير ومن ثم الإبداع ولهذا فإن معظم الطلبة لا يستطيعون أن يتميزوا في الرياضيات التي لا تعتمد على الحفظ ولا في مجال البحث العلمي الذي لا يعتمد على الحفظ هو الآخر، ولهذا فإن مستوى البحث العلمي في الجامعات كما قال وزير التعليم العالي غير مرض (عكاظ العدد الصادر في 23/4/1427 الموافق 21/5/2006) والحل هو في تربية جيل من المتعلمين قادر على التفكير والتحليل والنقد، ولا حل سوى ذلك .
المفضلات