الموضوع أعتقد بأنه مهم جداً جداً وأصبح تحدياً حقيقياً يواجهنا جميعاً وسيظهر أثره على الأجيال المقبلة : ((( الموضوع طويل جداً لكنه يستحق القراءة ، ويستحق منكم الاهتمام والتعليق وإبداء آرائكم وأطروحاتكم الجادة )))
الموضوع هو : سيطرة العمالة الوافدة على التجارة
أحد الأصدقاء فكّر بزيادة راتبه الضعيف في إحدى الشركات عن طريق دخل إضافي .. استخرج سجل تجاري ورخصة لمحل واستقدم أربعة من العمال
بنى هذا الشاب أحلاماً عريضة . بدأ المحل في العمل . الشهر الأول والثاني كان يدفع الإيجار هو بنفسه . سأل من سبقه في هذا المجال فأكدوا بأن الوضع طبيعي لأن المحل جديد ..
مرت سبعة أشهر ومازال الوضع لم يتغير .. سأل العامل في المحل الملاصق فأكد بأن دخله يزيد عن عشرة آلاف ريال شهرياً ، وأكد له بأن محله ـ أي صديقنا ـ يعمل جيداً ويأتون إليه زبائن كثر لكن المشكلة في العاملين في المحل ....
عاد وسأل من سبقه عن هذا الوضع المحرج فأكدوا له بأنه يجب عليه الوقوف بنفسه في المحل .
أصبح صديقنا يحضر في المساء لارتباطه بالدوام الصباحي واستمر هذا الحال لأكثر من أربعة أشهر ومازال الوضع لم يتغير فمازال دخل المحل لايغطي الإيجار الشهري ( 1500 ريال ) رغم رؤيته للزبائن الكثيرين ....
أخيراً : قرر صديقنا تعليق لوحة ( المحل للتقبيل ) ...
صديقنا الثاني يعمل موظفاً حكومياً براتب جيد لكنه طموح وأحلامه أكبر منه فقرر الدخول في التجارة ـ عبر بوابة زوجته ـ فاستخرج باسمها سجلاً تجارياً واستقدم سبعة عمال .
فتح محل سوبرماركت كبير مع مخبز ـ بعد أن أخذ قرضاً كبيراً من أحد المصارف ـ وكان صديقنا ( مفتح ) فأخبر العمال بأنه سيحضر للمحل في أي وقت ويجب أن يقرأ كل الفواتير كل يوم .
ماشاء الله تبارك الله الزبائن الداخلون للمحل لايعدون لكن الربح بالسالب !!!!
أخيراً : قرر صديقنا تعليق لوحة ( المحل للتقبيل ) ...
صديقنا الثالث : شابٌ عاطل يحمل الكفاءة ـ لعدم رغبته في الدراسة ـ أحسّ بمرارة السؤال اليومي من والده ، وتأمل صعوبة الحياة ، وتذمر من حياته المُمِلّة فقرر دخول عالم الفاكهة والخضار خاصةً بعد ماسمع عن ( السعودة ) وعن ( باب رزق ) فذهب إليهم وأخذ قرضاً ليؤسس مشروعه .
استأجر محلاً في سوق الخضار ، وبدأ يمارس نشاطه ، ماشاء الله تبارك الله كان الدخل اليومي ـ من أول يوم ـ يتجاوز الألف ريال ... وسارت الأمور على أحسن مايرام .. بعد سبعة أشهر تناست الجهات المسؤولة قرار ( السعودة ) ... تناقص الدخل اليومي إلى أن وصل بالكاد لسداد إيجار المحل بل وعجز عن أجرة العامل لديه ..
أخيراً : قرر صديقنا تعليق لوحة ( المحل للتقبيل ) ...
ربما الجميع يتساءل : ياالله ماذا جرى لأصدقائك الثلاثة ؟؟؟
أحبتي إليكم حل هذه الألغاز :
الصديق الأول : كان العمال بالمحل يبالغون في أسعارهم ـ ومن باب حب الخير للزبائن ـ يدلونهم على محلات يديرونها أقارب وأصدقاء هؤلاء العمال ..
وهذه خطة مدبرة لتطفيش صديقنا الأول وإجباره على تقبيل المحل والعمل بدون نسبة او مشاركة .
وبالفعل فقد تحقق لهم مطلبهم .
الآن المحل يديره العمال ولصاحب المحل ( 2000 ريال شهرياً وهو في بيته ) ودخل المحل يزيد عن 13 ألف ريال شهرياً .
أما صديقنا الثاني فقد كان العمال بالمحل يشترون بضاعة لحسابهم ولحساب صديقنا فيصرّفون بضاعتهم ويتركون بضاعة صديقنا على الرف .
علم صديقنا بهذه الحيلة لكن بعد أن اشترى أحد العمال . فقام صديقنا بتسفير هؤلاء العمال لكن بعد أن تراكمت عليه المطالبات والديون وتحول القرض إلى سرااااب .
وصديقنا الثالث فقد تواطأ عليه العمال فأصبح الموزعون يبيعون عليه بالغالي وأصبح جيرانه ( العمال ) ينافسونه منافسة غير شريفة ويشوهون سمعته من أجل تطفيشه والاستيلاء على محله .
الآن محله يديره أحد الوافدين ودخله اليومي أكثر من ثلاثة آلاف ريال .
الرزق من عند الله تعالى ، وأبواب الرزق كثيرة ، ومن حقنا وحق أجيالنا العيش الرغيد في بلادنا.
بانتظار آرائكم حول هذا الموضوع ...
المفضلات