بعيدا ًعنكِ لا جدوى من التفكير بالآتي
ولا حِسٌّ جميلٌ بالمَلذّاتِ ..
ولا أدري لمَن أحيا ..
ولا إحساسَ بالدُنيا ..
ولا تعبيرَ .. لا تغييرَ .. لا تطويرَ في ذاتي
بعيدا ًعنكِ قد أبدو غريبا ًفي علاقاتي
فأغضبُ دونما سببِ
وأتعبُ دونما تعَبِ
وقد أبدو كطفل ٍأهوج الحرَكات إذ يشتدّ بي غضَبي
فأخجلُ من تفاهاتي .
* * *
بعيدا ًعنكِ لا وجهٌ يداعبُ ظلّ أحلامي
ولا طعمٌ لأيامي ..
أواجهُ وحدتي وحدي .. وأمضغُ منكِ آلامي
فلا بحرٌ يواجهني لألقي فيه مرساتي
ولا حدٌّ لأوهامي ..
تُرى هل سافرَت معكِ ابتساماتي ؟
وإذ أخذَت حقيبتـُكِ الصغيرة ُ كلّ أزمنتي ..
فهل نسيَت مُعاناتي ؟
أرى الأشباحَ من حولي ..
مجاميعٌ معي تمشي ولا ظلٌّ سوى ظلّي
وآلافٌ من الأصواتِ أسمعُها ..
كإيقاع ٍ على الرمل ِ
فأمشي دونما هدَفٍ لخطواتي .
* * *
بعيدا ًعنكِ تؤذيني كتاباتي ..
صُراخٌ في فراغ الصمت ..
يمضي في متاهاتِ
وآهاتٌ أترجمُها لآهاتِ
بدون الخوض في المعنى ..
ولا تفكيرَ في المضمون أو حرفا ًبه أعنى
مواويلٌ من التنسيق هاربة ٌ ..
وعزفٌ لم يجد لحنا
فأكتبُ بعض أبياتِ ..
وأشطبُ بعض أبياتِ ..
وأهربُ من صداع الحرف مرّاتٍ ومرّاتِ
ولكن .. نحوَ مأساتي .
* * *
بعيدا ًعنكِ ..
لا خوفٌ من التفكير بالمَوتِ
فقد نادَيتـُهُ حتى تلاشى في المدى صَوتي ..
وقد أدمنتُ دعوتهُ لكي يأتي ..
ولا يأتي
الشاعر العراقي الكبير سعد علي مهدي
المفضلات