حكي أن المأمون كان يجلس للمظالم يوم الأحد فنهض ذات يوم من مجلسه فلقيته امرأة في ثياب رثة فقالت :

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ياخير منتصف يهدى له الرشد = وياإماماً به قد أشرق البلد
تشكو إليك عميد الملك أرملة = عدا عليها فما تقوى به أسد
فابتز منها ضياعاً بعد منعتها = لما تفرق عنها الأهل والولد
[/poet]

فأطرق المأمون يسيراً ثم رفع رأسه وقال:

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
من دون ماقلت عيل الصبر والجلد = وأقرح القلب هذا الحزن والكمد
هذا أوان صلاة الظهر فانصرفي = وأحضري الخصم في اليوم الذي أعد
المجلس السبت إن يقض الجلوس لنا = أنصفك منه وإلا المجلس الأحد
[/poet]

فانصرفت وحضرت يوم الأحد في أول الناس فقال لها المأمون :
من خصمك؟
فقالت : القائم على رأسك العباس بن أمير المؤمنين
فقال المأمون لقاضيه يحيى بن أكثم : أجلسها معه واحكم بينهما
فأجلسها معه وحكم بينهما بحضرة المأمون فارتفع كلام المرأة فزجرها بعض الحرس فقال المأمون دعها فإن الحق أنطقها والباطل أخرسه 0 فحكم القاضي للمرأة وأمر برد ضياعها عليها 0