هذه الصورة التقطت إبان زيارتنا لمستشفى سمير صعيدي والتقائنا بالمهندس سمير في هذا الشهر الكريم وقد طلبت من الأستاذ محمد عباس أن يرجئها لأنني رأيت فيها بعض الجوانب التي تمثل ثلاثة أجيال ينبغي أن تقال عن الجد والابن والحفيد .

ولكني في البداية آمل من كل من يسوءه أن يذكر أحد بخير ألا يستمر في قراءة الموضوع لأنه لن يجد فيه ما يناسبه ! ولقد علمتني الكتابة في المنتديات أن من أراد تصويب سهام الذم على أحد فليبدأ بذكر محاسنه وعندها سينبري العديد ممن هم مولعون بذكر المساوئ وغض الطرف عما عداها .. ولا أريد في هذا الشهر الفضيل أن أجر على أحد مذمة هو في غنى عنها أو أكسب أحدا ذنبا دون أن يلقي له بالا .

أعجبني في هذه الصورة اعتزاز المهندس سمير صعيدي بوالده ووضع صورته في صدر مكتبه وهو من الآباء الذين يعتز بهم فقد عاش رجلا شهما كريما متواضعا وكان من القلائل الذين يتصدقون ويخفون ذلك حتى عن أقرب المقربين وقد سبق لي أن عرضت عليكم تفاصيل القصة التي عايشتها ولولا معايشتي لها لما عرفتها وغيرها كثير مما لم نعرفه
( أعيدها لمن لم يطلع عليها )



وكم كنا مقصرين حين لم نقترب من الرجل ولم نستفد من خبرته وتجاربه ولم نركز على الجوانب المشرقة في حياته وعذرنا أنه كان حريصا على أن يبعد الناس عن هذا الجانب ترقبا لما عند الله تعالى وأحسب أنه بسبب ذلك في بحبوحة من الرضا والنعيم هذا ما أرجوه له ولا أزكي على الله أحدا فليرحمه الله رحمة واسعة
على أن المغبوطين حقا على مجالسته ومحادثته والاستفادة من خبراته هم أبناؤه وبناته الذين تربوا على يديه وتشربوا مبادئه وأخذوا منه هذه الصفات الحسنة بالقدوة والاحتذاء وأحسب أن أقربهم إليه وأكثرهم التصاقا به المهندس سمير صعيدي الذي تعلم منه أصول التجارة حتى حذقها ونشأ هذا المشروع الإنساني ( مستشفى سمير الصعيدي العام) على يديه فتعهده بالرعاية والاهتمام والتطوير حتى غدا مفخرة طبية حاضرة بإنجازاتها أمام الجميع وقبل ذلك تعلم منه المواقف النبيلة في الوقوف مع المحتاجين والإنفاق على وجوه الخير ولقد لمست منه حرصا على ألا يعرف عنه هذا كحرص والده من قبله وكحرص غيره على أن يعرف عنه كل ما يعمله .
ولكن بعض المواقف تشف عما ورائها فقد رأيت بعض المرضى يهشون للقائه ويلهجون له بالشكر ولوالده بالدعاء بما يدل على أن هناك شيئا لا نعلمه ولكن الله بكل شئ عليم . كما لا يمكن أن نغفل المسابقة الرمضانية التي تجرى في هذه المجالس بصفة مستمرة وأثر الفرحة التي تتركها سنويا في قلوب من يحصلون عليها وتوصياته المستمرة بتسهيل الأسئلة وتيسير الحل مع الأخذ في الاعتبار أنه لم يشترط أن تختص الأسئلة بالمستشفى أو تشير إليه وإنما نحن الذين ارتأينا ذلك كنوع من رد الجميل

الشيخ إبراهيم صعيدي وابنه سمير صعيدي جانبان من جوانب الصورة أما الجانب الآخر المشرق بعون الله فهو هذا الجيل الواعد من الشباب الصاعد المتمثل في دكتور المستقبل سلطان سمير صعيدي وأخيه ساهر سمير صعيدي وأمل السير على خطى جدهما ووالدهما واقتفاء طريقهما في عمل الخير

ثلاثة أجيال تراءت لي تمثل مراحل متعاقبة وتظهر كل مرحلة جانبا من الكفاح والجهد لتقديم عمل مفيد للوطن والمجتمع .. وأملا قادما في مستقبل مشرق جديد .
والشكر موصول لصاحب اللقطة المعبرة