رنـــــات قـلـــــب الــذهـــــــب
بـقـلــم: عـمـيـــر بن عـــواد المحـــــلاوي
(( وزارة التجارة ...أمثالهم كثيرون ))
أخواني وأخواتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قد لا يخلو أي منزل في وقتنا الراهن منأن يلتمس ولي الأمر على المدى القريب أو البعيد من ارتفاع السعر في أي حاله منالحالات التي سأتناولها لاحقاً و الغرابة في ذلك ليس سوى اصمت مخيم على الافواه.
ففي الآونة الأخيرة لوحظ ارتفاع باهظوجنوني في طبق البيض وكأن العقل يجن لما جرى مما يشك في الأجوبة عن ذلك الارتفاع بأنسبب ذلك إما الديك من سلالة عريقة أو أن الصفار مطلياً بالذهب أو أنه مستورد منالخارج ويحضرونه بطائرات خاصة على مطارات خضراء.
استغلوا ضعاف الأنفس طيبتنا وتلاعبوابأسعار مأكلنا وليس بالغريب حتى مشربنا ونحن للأسف صامتون.
لأننا نؤيدهم ونقول لهم؟
هل من مزيد؟؟؟
صمت الكثير منا جعل من هؤلاء الثقة فيأنفسهم بأن يستمروا في مسارهم الخاطئ ظانينبأنهم انتصروا علينا ولم يعلموا بأننا أصحاب رأي وما تركناهم إلا لأننا أكبر منهم عقلاًولكن بإمكاننا وقت ما نريد نقول لهم لا ومليون لا وسنتبع معكم نظرية ( أتركوه لهم ) وهي قصة حدثت في عهد عمر بن الخطاب حينما شكوا له الناس - وقالوا : ( غلاء اللحمفسعرهلنا، فقال: أرخصوه أنتم؟
فقالوا: نحن نشتكي غلاء السعر واللحم عند الجزارين ونحن أصحاب الحاجة فتقول: أرخصوه أنتم ؟
وهل نملكه حتى نرخصه ؟ وكيف نرخصه وهوليسفي أيدينا؟) قال :اتركوه لهم ... ).
لم يكون الجنون في المأكل فقط وحتى فيأبعد حدود العقل كأمثال مغاسل السيارات والمفارش فكل صاحب مغسله يغني على ليلاهفمنهم من يصل بالسعر لـ 35 ريال ومنهم من يستخدم الباقات من الذهبية وحتى الأقلبناقص خمسة ريالات عن كل فئة تنازلياً مع إضافة مبلغ الرافعة ( البستم ).
أما مغاسل المفارش فتلك قصص البرهانفيها واضح بأننا نتبع عقول أصحابها فقط ، فعن تجربة مؤلمة وشخصية وجدتهم ينقسمون إلىثلاثة أجزاء:
الأول: غسيل ناصع ولكن لابد أن تحتسي قليلاًمن كأس المذلة والإهانة والتأخير في رد البضاعة أما بالطيب وإما باللجوء لقسمالشرطة في العشر الأواخر من رمضان مع ضياع حقك بين أكاذيب العمالة.
الثاني: أدفع ما بجيبك حتى نأخذبضاعتك لتلحقنا وتترجانا حتى نرجعها لك فلا تتعب وتشتكي فجرت العادة بأن صاحبالحلال لا يرد دائماً.
الثالث: وهم الكثرة ونجد فيهم قولالحبيب صل الله عليه وسلم { رحم الله رجلاً ، سمحاًإذا باع ، وإذا أشترى ، وإذا أقتضى }.
وأخيراً وليس أخراً:
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:قال رسول الله صل الله عليه وسلم { أتى اللهُ بعبدٍ من عبادِه ، آتاه اللهُ مالًا. فقال له : ماذا عملتَ في الدنيا ؟ ( قال : ولا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا ) قال: يا ربِّ ! آتيتَني مالَكَ . فكنت أبايعُ الناسَ . وكان من خُلُقي الجوازُ . فكنت أتيسَّر على الموسرِ وأُنظِرُ المُعسرَ . فقال اللهُ : أنا أَحَقُّ بذا منك .تجاوَزوا عن عبدي ) . فقال عقبةُ بنُ عامرٍ الجُهَنِيُّ ، وأبو مسعودٍ الأنصاريُّ: هكذا سمعناه من في رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .
(( ومضة قلب ))
للأسف أصبحنا كالعجين في أيدي الخبازين.
فمنهم من يستخدمونا كفطيرة أو بيتزا ومنهم من يستخدمونا كا التميس بالجبن الذي كان سعره بريالين واليوم بـ 4 ( إذا ما عجبك السعر... لا تشتري ).
(( وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم )).
المفضلات