في عام 1412هـ طـُـلبَ مني نظم قصيدة ترحيبية بالشاعر عبد الرحمن العشماوي والمناسبة هي أمسية شعرية أحياها الشاعر في مسرح كلية ينبع الصناعية وفعلا تـرددتُ في تلبية هذا الطلب واستصغرتُ نفسي بل شعري أمام هذا العملاق الكبير ولكن الطلب كان ملحا فلبيتـهُ واتـّـكلتُ على الله وكان موقفا لن أنساه من هذا الشاعر الفحل فقد أبدى إعجابه بالقصيدة بعد إلقائها وطلبها مني ثم وقع عليها بالشكر والامتنان وهذا طبعا من باب التشجيع
ولعل المناسبة الليلة التي يحل فيها الشاعر العشماوي في ينبع لإحياء أمسية شعرية ذكـّرتني بهذه القصيدة لعلها تعجبكم وشكرا0

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/3.gif" border="double,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
تـردّدْتُ في ذا الأمـــر وهـــو عســـير= على شــاعــر مثــلي مــداه قـصـيـر
فلي بضـع أشعـارٍ على قدر حـــــالتي =أبوح بهـا و البــــوح فيــــه شعـــورُ
و أنت حسـام الشّعـر بـادٍ مضـــــاءهُ = و أنت لـــه شـمـسٌ عليـــــه تُـنــــيرُ
و أنت عيـون الشّعـر فـاض معيــنها = و أنت لـــــه نبـــــعٌ رواه نــمــــــيرُ
فهل ترتضينـي أن أكون مرحّبــــــاً = ببـــاقــــةِ شعــــرٍ والمقــــامُ كبـــيرُ
و إن شئت لا نـخفيك وُ دّاً نُذيعــــــه = لك الحبّ إنْ ترضـــــاه والتـــّـقديـرُ
جهرتَ بصوت الحق عهداً موثقــاً = و صـارحتـنــا بالقــولِ و هو مـريرُ
دواويِنـُـكَ المُثـلى نثرْتَ عبــيرَهـــا = كمـا تنـثرُ العطرَ الزّكيَ زُهـــــــورُ
(فذاك صِـراعُ النّفسِ) صدقٌ و حكمةً = (إلى متى) و الأمرُ جـــدّ خـطـــــيرُ
(وبائعةُ الرّيحـان) تشكو همومـهــا = ( ومأسأتــنا)الـتــاريخ كيــفَ يــــدورُ
تحدثتَ في آلامنـــا و شــقــائنــــــا = وكــل مقـــام أنت فـيـه جــديـــــــــرُ
سلكتَ سبيل الوعظ من غير غِـلظـة = و طــوّعتَ ألفـاظاً لهــن مصــيـــرُ
مددْتَ من الآمال جسراً إلى الذّرى = وللأمـــة الـعـــليـاء أنت ضمـــيـــرُ
علِمْتَ فـنــون الـنـّظم حتى ملكـتـها = و جاوزتَ بحـرَ الشّعـر وهوغزيرُ
فـصُـغْـتَ قوافيـهِ الحسـان كــأنّهـــا = جــواهــر تبــدو صـاغهُـنّ خـبيــرُ
نحَـوْتَ بـه نهجـاً كريماً و غــايـــــةً = و جـانبْتَ قـولَ الفـحش فهو حقيرُ
فـللهِ درّ المبدعـيـــن إذا هُـمُــــو = على منهـج للصـّـدق فيـــه نســيــرُ
و مرحى بني ظبيـان أنْـجبتِ شـاعراً = إذا صحّ منــّـا العـزْم فهو نصـيرُ
عسى أمسيـات الشّعـر تـزهــو مســرةً = نـُشـيرُ إليهـا بل إليـك نـُشـــــيرُ
ويارب ثبـّـتـْـنـا بقــول يســـرّنـا = فــأنت علــيــم بــالعبــــاد بـصـيــــــرُ
[/poet]
( صراع النفس ، إلى أمتي ، بائعة الريحان ، : أسماء دواوين الشاعر العشماوي