رجّحت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في السعودية، وجود فرص كبيرة لهطول أمطار على أجزاء عديدة من السعودية، من بينها المنطقة الوسطى، والشمالية، والجنوبية من البلاد، خلال الأسبوع الجاري.
وتوقعت الأرصاد السعودية، أن يشهد عدد من المناطق السعودية تدنياً في مستويات درجات الحرارة، وصفته بـ «الملموس» مُعتمدةً على دراسة خرائط الطقس والنماذج العددية، أجراها عدد من المختصين في إدارة التحاليل والتوقعات بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة.
وأبرزت الدراسة وجود منخفض حركي مصحوب بجبهة هوائية دافئة، وأخرى باردة، ستشهدها المناطق الوسطى والشمالية من البلاد خلال الأسبوع الجاري والمقبل.
وأرجع خبير سعودي التقلبات الجوية التي تشهدها أجزاء من البلاد، إضافةً إلى التدني الملموس في درجات الحرارة، إلى تعرض السعودية وأجزاء من منطقة الخليج لمنخفض جوي شمالي، غالبا ما يعود على الأجواء بدرجات حرارة مُتدنية. وتوقع الدكتور علي الشكري رئيس قسم العلوم الجيوفيزيائية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، أن تتقلص درجات الحرارة إلى ما دون الـ15 درجة خلال ساعات الليل، في الأجزاء الشمالية من السعودية، والتي غالبا ما تكون الأكثر تدنيا من حيث درجة الحرارة في المواسم الشتوية، مُستدلاً في الوقت ذاته بتعرض المنطقة ذاتها، لموجات صقيع خلال موسم شتاء العام الماضي، في حين تقترب درجة الحرارة من 20 درجة، على المناطق الوسطى خلال ساعات النهار، وتصل إلى أدنى من ذلك خلال فترات الليل.
وعلل الشكري خلال حديثه لــ «الشرق الأوسط»، التقلبات الجوية التي لمستها عدد من المناطق السعودية، إلى انتقال الأجواء من فصل الصيف إلى فصل الخريف، وهو الفصل الذي غالبا ما يلمس تقلبات جوية، نتيجة تعرض المنطقة لمنخفضات جوية، قادمة من المحيط الهندي. وطمأن الدكتور علي الشكري أهالي المناطق الجنوبية من البلاد، من خشية تعرضهم للسيول، لقربها من الأجزاء اليمنية التي شهدت سيولاً ذهب ضحيتها عدد من الأرواح الأسبوع الماضي، مُعللاً ذلك بوقوف بعض الممرات البحرية القريبة من المنطقة، للأعاصير القادمة من المحيط الهندي على حد وصفه.
وتدنت درجات الحرارة في عدد من المناطق السعودية، مع نهاية الأسبوع الماضي، فيما شهدت بعض المحافظات، أمطاراً ما بين خفيفة إلى متوسطة، مع درجات حرارة اقتربت من حاجز الــ20 درجة مئوية خلال ساعات النهار. وشهدت أجزاء من المنطقة الشرقية، والمنطقة الوسطى، أمطارا متوسطة، الأسبوع المُنصرم، وهو ما يُنبئ بحسب مهتمين في الأرصاد الجوية، بموسم شتوي مُمطر على غير ما شهدته السعودية خلال الأعوام الفائتة.
في هذه الأثناء، اجتاحت المناطق الشمالية من السعودية، موجة برد مفاجئة، خلال اليومين الماضيين، لتدق بذلك ناقوس الخطر، منذرةً بفصل شتاء، يصفه أهالي المنطقة ذاتها، بـ «المرعب».
كبار السن في المناطق الشمالية من السعودية، يعتبرون أن دخول موسم الشتاء بطريقة مفاجئه، علامةً من اكبر العلامات بأن البلاد سوف تشهد موسم شتاء قارس هذا العام، وهو الذي قد يُعيد لذاكرتهم، شتاءً اجتاح مناطق الشمال السعودي، مُذ ما يقرب الـ 20 عاما، أطلق عليه «سنة تكسير المواسير» لوصول درجات الحرارة آنذاك، إلى مستويات التجمد، لتكسر حاجز الـ10 درجات مئوية تحت الصفر.
وحذرت مصادر طبية في منطقة الجوف من التعرض المباشر لموجات الهواء البارد، دون التحرز منه، مع الحرص على التدفئة، في حين بدأت إدارات التعليم في مناطق الشمال السعودي بتطبيق الدوام الشتوي لطلاب وطالبات المدارس، الذي يصل إلى الساعة الـ8 صباحاً.
وشهدت مراكز بيع الحطب وكذلك مستلزمات الرحلات البرية في منطقة الجوف خلال اليومين الماضيين، إقبالا كبيرا من المتنزهين، وذلك بغرض الاستمتاع بالأجواء الغائمة التي تشهدها المنطقة خلال فترة النهار، خاصة مع تزامنها مع إجازة نهاية الأسبوع لطلاب المدارس والموظفين.
شهدت أجزاء من المناطق الشمالية السعودية العالم الماضي عددا من حالات الوفاة، جراء تعرض المنطقة للبرد القارس، والذي اقترب في مستوياته من حاجز الـ10 درجات ما دون الصفر المئوي، وهو ما استدعى الحكومة السعودية، لتوزيع مساعدات عينية، من لوازم التدفئة
المفضلات