بقلم 0 ابو لجين ابراهيم
كم من زوج رزق بزوجة جميلة باهرة الجمال ولكنها قبيحة الجوهر متعالية ومتغطرسة سيئة الأخلاق تسيء إليه وإلى أسرته !
ما أريد أتحدث عنه أن من رزق بزوجة غير جميلة قد تكون فيها خصال كثيرة لا تجتمع في صاحبة الجمال ، فالجمال ليس كل شيء وإنما المعاشرة وحسن التعامل والخلق تتغلب دائما على المظهر والجمال الذي يبحث عنه الزوج ، وكم من زوج أجتهد وبحث عن امرأة جميلة ولكن مع الوقت أعتاد على شكلها فأصبحت مألوفة عنده وكأنها لم تكن تلك المرأة الجميلة التي تزوجها عند عقد قرانه ، عندها لن يبقى له من هذه المرأة إلا حسن خلقها وتعاملها وهو المقياس الحقيقي في فشل ونجاح الحياة الزوجية !
وتخيل معي برجل متزوج من امرأة جميلة ولكن كلما دخل منزله وجدها عابسة باردة منفعلة كسولة غير نظيفة وغير مبالية ، وتخيل برجل تزوج امرأة غير جميلة ولكن كلما دخل منزله وجدها تبتسم ابتسامة ساحرة صادقة مستقبلة زوجها بالترحاب والدعاء قائمة بشئون منزلها على أحسن وجه وتستطيع هذه المرأة غير الجميلة بأنوثتها أن تجيد فن صناعة الجمال بالوسائل المشروعة وهي غير خافية على بنت حواء !
وأما الزوجة التي قدر لها أن تتزوج برجل ذميم الخلقة فإليكِ هذه القصة والتي ذكرها أبن الجوزي في كتاب الأذكياء
دخل عمران بن حطان يوماً على امرأته , وكان عمران قبيحاً ذميماً قصيراً , وقد تزينت له , وكانت امرأته حسناء جميلة .
فلما نظر إليها أعجب بها , وازدادت في عينه جمالاً وحسناً , فلم يقدر أن يرد بصره عنها , وظل يحدق بها .
فتعجبت منه وقالت له : ما شأنك ؟؟
قال : لقد أصبحت والله جميلة !!
فقالت : أبشر يا عمران فإني وإياك في الجنة .
قال : ومن أين علمت ذلك ؟
قالت : لأنك أُعطيت مثلي في جمالي وحسني فشكرت الله سبحانه وتعالى , وجزاء الشاكر الجنة .
وابتليت أنا بمثلك فصبرت , وجزاء الصبر الجنة , فالصابر والشاكر في الجنة .
ونذكر الجميع بقول الله تعالى :
( .. فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا )
وحديث النبي صلى عليه وسلم عندما ذكر صفات المرأة التي ترغّب الرجال في نكاحها عندما أكد في آخر الحديث فقال : ( فأظفر بذات الدين تربت يداك )
فائدة000
أولاً: الحمد لله الذي أحل التعدد
ثانياً: صاحب العين الفارغة ما يملي عينه غير التراب
ثالثاً: المقارنة بما يشاهده في الفضائيات أساس الداء
رابعاً: الجمال أمر نسبي، وهو يزول مع الوقت مع تكرار النظر والمعاشرة ولا تبقى إلا الأخلاق
خامساً: عليك بذات الدين تربت يداك
سادسأ: خفة الروح وجمال الأخلاق وطيب المعاشرة وحسن المعاملة وما ينتج عن ذلك من راحة نفسية للزوج تجاه زوجته هو أهم في نظري من الوجه الساحر مع ثقالة الدم
المفضلات