.. وجامعة في ينبع بقلم / بدر بن أحمد كريِّم ـ عكاظ




إذا أردت أن تعرف حضارة أي مجتمع فانظر إلى مستويات تعليمه، وإذا أردت أن تتعرف على مبلغ علمه، فانظر إلى نوعيات جامعاته، وإذا أردت أن تعرف مستقبل المجتمع السعودي فانظر إلى «جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية» فالعلم في المجتمع يجعلك تتأمل، وتفكر، وتنتج، وتعطي، انظر إلى قرارات التعليم والعلم في المجتمع السعودي، واعتمد على الإحصاءات، واستطلع آراء الناس، وسترى في عيونهم نظرة مغروسة نحو العلم.
في غضون سنوات قلائل ستنضم إلى الجامعات السعودية (3) جامعات جديدة في محافظات: رابغ، وخليص، والكامل، وفقا لما أعلنه مدير جامعة الملك عبد العزيز في محافظة جدة (الدكتور أسامة بن صادق طيب) «صحيفة المدينة 8 ذو القعدة 1430هـ الصفحة الأولى» وسيدرس فيها الطلبة والطالبات مختلف العلوم، مما المجتمع السعودي في حاجة إليها، ولتدلل على أن أولي الأمر بعيدو النظر والنظرة، وأن الشباب السعودي من النوعين (الذكور والإناث) تواقون للعلم والمعرفة، فهما أساس بناء كل حضارة، وتقدم كل أمة، والأمة التي تخلو ساحة تعليمها من الجامعات، أمة تحكم على نفسها بالفشل، وتظل في ذيل القائمة، والعكس صحيح، والمجتمع السعودي يشهد نموا في الوعي بحق العلم، وأهميته، وهو إحياء لجوهر الشريعة في وقت فقدت فيه بعض المجتمعات شرعية وجودها، منذ أن أصبح الجهل مدخلها ومخرجها.
محافظة «ينبع» المعروفة بتاريخها العريق، حيث شهدت أول لقاء تاريخي بين الملك عبد العزيز والملك فاروق (رحمهما الله) في سفح جبل رضوى، وحيث يوجد عملاق سعودي صناعي اقتصادي عالمي (الهيئة الملكية في ينبع) وحيث يتوافر أعداد من الشباب والشابات، التواقين لخدمة الوطن، والإسهام في تنمية، يباركون لسكان: رابغ، وخليص والكامل، هذه النقلة النوعية في حياتهم العلمية، ويتمنون أن يروا قريبا جامعة مماثلة على أرض ينبع، ويتطلعون إلى أن يسهموا بإمكانياتهم في تنمية وطنهم، ويبذلون الجهود المضنية التي تعبر عن هويتهم الوطنية، وانتمائهم الوطني، ويفكرون ألف مرة ـــ في إطار التحولات العلمية ـــ إلى الإسهام في تأسيس نظام تعليمي سعودي جديد، يتماشى مع تطور المفاهيم الحديثة للدولة، ويكرس معنى الحوار الوطني، ويقاوم الإرهاب والفكر الإرهابي، ويسعى لتطوير دولة القانون، فالجمود التعليمي الذي عانته مجتمعات أخرى، سيكون في خبر كان، والإنسان السعودي متضامن مع نظامه السياسي، ومتطلع إلى المزيد من تعزيز كرامته وإنسانيته.
أبارك لسكان «رابغ» و «خليص» و «الكامل» وأتمنى أن يقف إلى جوارهم سكان «ينبع» ليكون أبناؤها وبناتها منفذا جديداً للعلم، ضمن منظومة الجامعات السعودية، ليتحقق التكامل المنشود في الواجبات والمسؤوليات، وهو الهدف الأول والأخير من إنشاء الجامعات السعودية.