زائرون يستمعون إلى معلومات عن ينبع التاريخية

[align=justify]
ينبع: أحمد العمري [/align]

بات عرفاً لدى القائمين على شؤون البلدة القديمة والمنطقة التاريخية بينبع أن يقوم ضيوفها بزيارة ميدانية على أطلالها في محاولة منهم لملامسة عمقها التاريخي وموروثها العريق، كونها إحدى الأماكن التي اختزلت في ذاكرتها كثيراً من الأحداث المهمة على مر العصور، كما سجلت "البلدة القديمة" أحداثاً مهمة في التاريخ تحدثت عنها الكتب التاريخية، وتحدث عنها المؤرخون والأدباء.
وقد برزت أهمية ينبع القديمة كميناء تجاري في العصر الإسلامي وصولا إلى فترة الحكم العثماني حيث كانت تصلها قوافل وسفن الحجيج القادمين من مصر والشام وشمال أفريقيا. وشهدت منطقة (الشرم) بينبع لقاء تاريخيا هاما جمع كلا من الملك عبدالعزيز آل سعود وملك مصر في حينه (فاروق الأول) وذلك في عام 1364، كما يعود تاريخ حي السور القديم بينبع إلى أكثر من 400 عام مضت وهو أكبر المواقع الأثرية في مدينة ينبع.
ويؤكد عدد من الباحثين أن معظم آثار ينبع تتركز في حي السور وهي قلب البلدة القديمة والمنطقة التاريخية بينبع، حيث يعتبر حي السور والذي شيد في عام 915هـ أول حي يبنى في ينبع وكانت تقع به الإدارات الحكومية القديمة والميناء والسوق و"الشونة" وهو المكان الذي كان يستخدم لتخزين المواد الغذائية، بالإضافة إلى الصدقات والهبات التي كانت ترد إلى الحرمين الشريفين من الدولة العثمانية إبان عهد سليمان القانوني الحاكم العثماني.
وأشار الباحث في تاريخ ينبع صالح بن عبداللطيف السيد لـ"الوطن" أن البلدة القديمة بينبع تشهد على الدوام اهتماما من الزوار والباحثين حيث يتم تنظيم زيارات دورية لهم يطلعون خلالها على البلدة القديمة والمنطقة التاريخية وتحديداً حي السور القديم الذي يعد من أقدم أحياء على الإطلاق بينبع وتقع داخل الحي البلدة القديمة أو ما تسمى بالمنطقة التاريخية والتي تحتوي منازل يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 200 سنة تعاني أغلبها في الوقت الحاضر من الانهيار والتداعي ويتم ترميم بعضها في الوقت الحاضر وإصلاحها باستخدام نفس الأدوات والمواد القديمة حتى تحافظ على مظهرها القديم، وأشار أن روعة البناء تجلت كثيراً في أسلوب بناء العمارة القديمة بينبع وتميزت أغلب المنازل القديمة بينبع بالرواشين والتي كانت أهم ما يميز منازل ينبع قديماً، حيث حضيت صناعة الرواشين باهتمام كبير عند سكان ينبع قديماً، حيث كانت معظم المنازل وبعض الإدارات الحكومية تكثر فيها النوافذ الواسعة لتوفير التهوية الجيدة والإضاءة الكافية.
وأضاف السيد : أن الأبواب والرواشين كانت تعبر عن مكانة صاحب المنزل من خلال سعتها وزخرفتها، وأوضح أن الرواشين لم تقتصر على منزل دون آخر بل كانت أغلب المنازل قديماً بينبع تزينها الرواشين والمشربيات المصنوعة من الخشب المصنّع والمعشق ببعضه بطريقة فنية وهندسية في غاية الروعة، واختتم الباحث صالح السيد متنهداً بحسرة على ما آل إليه حال البلدة القديمة بينبع بعد أن كانت قلب ينبع النابض بالحياة في الماضي الجميل، وأبدى السيد مخاوفه من اندثار هذا الإرث الجميل للمنطقة التاريخية بينبع وطالب بإعادة ترميم المنطقة كاملة وفتحها أمام الزوار والباحثين لما لها من أهمية بالغة وثروة تاريخية هامة ينبغي المحافظة عليها وتأصيلها لتصل إلى الأجيال الجديدة.
وكشف رئيس لجنة أصدقاء التراث بينبع عواد الصبحي أن المنطقة التاريخية تحظى بزيارات عديدة من المسؤولين في القطاع الحكومي والخاص وضيوف المحافظة، كما تحظى المنطقة بزيارات وفود طلابية ومشرفين ووفود أجنبية على مدار العام يقومون خلالها بزيارة ميدانية مشياً على الأقدام يتجولون داخل المنازل القديمة ويصعدون على أسطح المباني الأثرية ويلتقطون الصور التذكارية وسط زخم من الإرث الثقافي والتاريخي الهام.