حدث نزاع بين الخليفة الرشيد والبرامكة ونتج عن ذلك أن الرشيد
حبس البرامكة وعلى رأسهم كبيرهم وأميرهم يحي بن خالد البرمكي
وكان شيخا كبير السن وكان لايتوضا الا بالماء الساخن نظرا لضعفه
وكبر سنه وكان محبوسا معه ولده الفضل وانزعج الابن لما سيعانيه
والده عند الوضوء بالماء البارد وكان ذلك في فصل الشتاء وفكر الفضل
في حل المشكلة فوصل الى حيلة يصنع بها ماء ساخنا يناسب ضعف
والده فكان اذا أقبل الفجر غافل السجان وأخذ اناءا مليئا بالماء وقام به
عند المصباح_وهو شعلة من النار في ركن الزنزانه_وكان يضع الاناء
بجوار المصباح حتى الفجر فيصبح دافئا.

واكتشف السجان هذه الحيلة ومنعه منها وفكر الفضل في حيلة
أخرى ولم يجد الا طريقة واحدة مؤلمة له لكنها ستريح والده فنفذها
على الفور فكان يملأ الاناء ويضمه على جسمه حتى يطلع الصباح
فكان الماء البارد يسخن قليلا من الدفء من جسده فيقدمه لأبيه
وكان يحاول أن يفعل ذلك دون أن يشعر به والده لكن أباه شعر به
وكان اذا صلى بسط كفيه الى الله وقال :
اللهم بارك فيه وأرحمه من حر جهنم .



اعجبتني القصه ونقلتها لكم