“الذبياني”.. بنَّاء “الطين والنخيل” يحيي الحاضر بذكرى الماضي

تحرير - سالم السناني - ينبع
صحيفة المدينة
السبت 10/05/2014







على الرغم من الطفرة التي شهدها مجال البناء في المملكة، إلا أن سالم نغيمش الذبياني يحيا في ذاكرة الزمان، يعشق الحياة البسيطة بكل تفاصيلها، ويؤثر مهنة بناء البيوت الطينية القديمة، التي ورثها عن أبيه، عن سواها، يشاركه في هوايته أشقاؤه وأبناؤهم.
واسترجع الذبياني في حديث لـ»المدينة» حياة الآباء والأجداد، من خلال اصطحابنا في رحلة استعرض فيها نماذج حية لتلك الحياة الوادعة، مشيرا إلى أنه وإخوانه ورثوا مهنة بناء البيوت الطينية عن أبيه، مرجعا تمسكهم بها إلى أنه يرى فيها نوعا من الحفاظ على التراث، حاملا على عاتقه إيصال صورة حية عن طريقة الحياة قديما للجيل الجديد من خلال مشاركته في المهرجانات.
ولفت إلى أن النخلة كانت مصدرا أساسيا في بناء وتأثيث المنازل، فسقف البيوت من جذوع النخيل وسورها من الجريد، فضلا عن أن أدوات المنازل وفرشها تصنع من سعف النخيل.
وأضاف: إن المنزل كان يفرش بالخصف وهو عبارة عن سعف النخيل، مشيرا إلى أنه يجيد حياكته، لافتا إلى أنه يوجد منه مقاسات مختلفة، مبينا إن مقاس المترين يستغرق منه عمل يوم بمساعدة إخوانه وأبنائه، موضحا إن المعراء أو المعلاق الذي كان يستخدم في نقل الأغراض والمؤونة البسيطة يصنع أيضا من سعف النخيل.
وبالنسبة لسرير النوم قديما، فذكر أنه كان يصنع من جريد النخيل ويتم عمله بالرصف حتى يرتفع وتقفل الفراغات الموجودة ويتم حياكته بمهارة، مشيرا إلى أنه يستطيع حمل نحو 5 رجال دون أن يتأثر، ويتم تثبيته بالأرض بجذوع النخيل.
وبيّن إن القفاعة أو المرداحة التي كانت تستخدم لاصطياد الطيور، كان يوضع الطعم بها وترفع بواسطة جريد صغير من النخيل على شكل مثلث بحيث إذا دخل الطائر لكي يأكل الطعم الموجود فيها تسقط أعواد الجريد على الأرض وتقفل القفاعة عليه.
ولفت إلى أنهم كانوا يصنعون كذلك من سعف النخيل الفغير، الذي يوضع على ظهور الحمير وينقل به الطين من المزرعة إلى القرية بغرض بناء البيوت في ذلك الوقت.
وبيّن إنهم كانوا يصنعون الرميلة، التي تقوم مقام الأبواب في الوقت الحاضر من الجريد، قائلا: «أصنعها حاليا لعدد من الأصدقاء والذين يستخدمونه كمنظر جمالي من التراث القديم في منازلهم» .
وتطرق الذبياني خلال حديثه إلى بعض الأدوات المنزلية التي كانت تصنع من جلود الحيوانات، مشيرا إلى أن منها الشنة وهي جراب التمر المصنوعة من جلد الماعز، موضحا إنه بعد أن يتم سلخ الشاه بطريقة جيدة دون شق الجلد وبقاء الشعر عليه، وتدبغ، ومن ثم يوضع التمر بداخلها ويتم ضغطه جيدا، مبينا أنه يوضع في نهاية الشنة عدد من الأشواك.
وذكر أن من بين الأدوات كذلك قرب الماء، مشيرا إلى أن طريقة صناعتها تشبه طريقة الشنة ولكنها مغلقة جيدا ولها فتحة صغيرة، قائلا: «توضع القرب على بعض جريد النخل حتى ترتفع وتتعرض للهواء ويبرد الماء بداخلها».
وألمح إلى أن من أدوات البيت القديم القدور والصحون النحاسية القديمة، التي يطبخ فيها الولائم، وكذلك الأسلحة ومنها البواريد والمقمعات، إلى جانب الصندوق وهي أربع تنكات كل حبتين مربوطة مع بعضها بالحبال ويوجد بينهم مسافة لكي توضع على الحمير، وكانوا يستخدمونها لجلب المياه من العيون إلى أماكن منازلهم. المزيد من الصور :