[align=center]
تحدثنا في العدد السابق عن بحر ( الصخري ) , وهو أحد بحور الشعر النبطي , والذي يعد الأقدم في البحور النبطية بعد البحر الهلالي , وكان حديثنا عن تسمية هذا البحر بالصخري , وكيف جاءت هذه التسمية للغة , مع إزالة ما قد وقر في أذهان العامة من أن هذا البحر قد سُمي بالصخري نسبة إلى قبيلة صخر إحدى قبائل بادية الشام .
وسوف نكمل في هذا العدد حديثنا المموسق عن البحر الصخري متطرقين إلى طريقة نظم القصيدة على هذا البحر تدرجا من قدماء الشعراء حتى وقتنا الحاضر .
طريقة نظم القصيدة الصخرية
أولا: ينظم الصخري في أغلب الأوقات مهمل القافية الأولى في صدر البيت الأول , مربوط القافية الثانية في عجز البيت ,,, وعلى هذه الطريقة سار قدماء شعراء النبط وقلدهم من جاء بعدهم , وخير مثال على هذه الطريقة في النظم قول بركات الشريف يرحمه الله واصفا فرسه النجيبة :
[poem=font="Arabic Transparent,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/15.gif" border="double,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
يقوله إبركات والذي له = جوادٍ ما تدنا للمبيعه
قصيرٍ قينها وافٍ جماها = كبيرة راس صهوتها رفيعه
لها صدرٍ وسيع الشبح رحب = منفجة حواجبها تليعه
وحاركها كما ذيب موايق = على الرعيان ضاري للفديعه[/poem]
ثانيا : أُدخل بعد ذلك على البحر الصخري شيء من التهذيب , فأصبح الشعراء يأخذون بالتصريع فيربطون صدر وعجز البيت الأول بقافية واحدة ثم يهملون قافية الصدر في بقية أبيات القصيدة , موحدين قافية العجز في أبياتها فقط ,, وذلك سيرا على النهج الهلالي في النظم وإدخالا لمسحة جمالية في طريقة نظم القصيدة , كقول مشعان بن هذال في قصيدة له صخرية :
[poem=font="Arabic Transparent,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/15.gif" border="double,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
ألا دنوا دواتي مع قلامي = ابكتب ما طرالي من كلامي
بيوتٍ كنهن نظم الزمرد = أو الياقوت زاهي بالنظامي
بيوتٍ ما تولف في سفاهٍ = ولا شوقٍ زها لبس الزمامي
بكيت رجال واجوادٍ شيوخ = مع اسلاف يقدون الجهامي[/poem]
ثالثا : بقي الصخري ينظم على هذه الطريقة حتى ظهور شعراء النبط المجددين أمثال ابن لعبون , فأخلوا على هذا البحر تطويرا ملموسا وأضافوا إليه إضافات أثرته , فنظموه على قافيتين بعد أن كان ينظم على قافية واحدة كقول ابن لعبون من قصيدة له صخرية أسبغ عليها لمسات لعبونية مميزة :
[poem=font="Arabic Transparent,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/15.gif" border="double,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
سقى غيث الحيا مزنٍ تهاما = على قبرٍ بتلعات الحجازي
يعط إبه البختري والخزاما = وترتع فيه طفلات الجوازي
وغنت راعبيات الحماما = على ذيك المشاريف النوازي[/poem]
رابعا : وقد أُدخل على القصيدة الصخرية تطوير آخر وهو ربط نهاية القصيدة الصخرية في بدايتها , كقول ابن لعبون في نهاية قصيدته السالفة الذكر وهي :
[poem=font="Arabic Transparent,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/15.gif" border="double,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
سقى غيث الحيا مزنٍ تهاما = على قبرٍ بتلعات الحجازي[/poem]
فقد ختم ابن لعبون هذه القصيدة بما بدأ به بدليل أن عجز البيت الأول وعجز البيت الأخير هو ( على قبرٍ بتلعات الحجازي ) فهو يقول :
[poem=font="Arabic Transparent,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="images/toolbox/backgrounds/15.gif" border="double,4,#400000" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
أباح الله يا من بالملاما = يسلم يوم ترزاه الروازي
وصلاة الله ربي والسلاما = على قبرٍ بتلعات الحجازي[/poem]
بقلم / وحيد السعودية
مجلة الصدى
السنة الثانية – العدد التاسع والسبعون
الأحد 1 إكتوبر ( تشرين أول ) 2000م
زاوية / من على الشداد
والعدد موجود لدي
تحيتي للجميع
عاشق حزن[/align]
المفضلات