* تذكرت طفولتي، وقلت بحزن فياض، وشجن غيَّاض:
- لا أستطيع أن ألعب الآن كما كان جيلي يلعب في طفولته، وكانت ألعابنا بسيطة ومحدودة، وزمن لعبنا قصيراً، ومتابعة آبائنا لنا هي الأطول!
يصعب عليَّ اليوم أن ألعب... بعد أن شاهدت فيلماً عنوانه: (المتوحشون)!
* وتساءلت و«نفسي تلعب»: أليس العالم كله يلعب!؟
* ألا يعتبرون العنف، وقتل المدنيين الأبرياء بدم بارد، والبغضاء، والتخلي عن القيم والمبادئ وادعاء حقوق الإنسان: لعباً أيضاً؟!
* أليسوا متوحشين.. هؤلاء الذين يقيمون في عمق الحضارة، ويمارسون لعبة الحب السريري؟!
* * *
* يا أيتها السيدات الجميلات والأنيقات والراكضات وراء إعلانات التجميل التي تُلبِّس الخشبة لتبقى عجَبَه:
ويا أيتها السيدات/ الأمهات، ممن استشهد أبناؤهن برصاص المحتل، وممن ترمَّلن بعد قتل أزواجهن، وممن يقُمْن في العراء:
ويا أيها السادة الذين ما فتئوا يركضون وراء الأسهم، والثراء ولبس الشماغ (الكَشْخة):
ويا أيها السادة المسفوحة دماؤهم على اسفلت وأرصفة أوطانهم التي عاث فيها المحتل فساداً:
يا كل هؤلاء (الناس).. أقول لكم، وصدقوني: لا شيء بات اليوم يشهد ضِدَّ ولا مع غيره.. يكفيه -فقط- أن يشهد على نفسه، وضدها!!
كل الأشياء باتت تشهد ضد نفسها، وأنا أشهد ضدك، وضد الحب.. بما يعني أنني: أشهد ضد نفسي وعليها!
نحن نمضي إلى رغبة التجديد في الحياة... بينما أشياؤنا العميقة والمتأصلة في نفوسنا، تبقى هي: الماضي والثبات، والزمن القديم الأجمل... ذلك الذي تتجدد حميمياته بين جوانحنا كلما شعرنا بفداحة تخلينا عن الأشياء الأعمق!
ولعل هذا التأمل يعيدنا إلى طفولتنا بعض الوقت... العودة إلى اللعبة والدمية، وشقاوة الطفولة الملائمة لمشاهدة الكثرة... مَنْ في البيت، ومن في الحارة، ومن في المدرسة!
الآن... مَنْ تجد من أولئك: سواء في البيت، أو في الحارة، أو في المدرسة؟!!
كأن كل من في البيت خرج إلى الشارع ليتفرج على فيلم (المتوحشون)!!
وها أنذا... (أشخْمط) على جدار الأيام، وأشطب الأجمل، وأمحي النقطة البيضاء التي باتت هي الأخرى تشهد ضد نفسها، وربما.... ضدي!!
* * *
* آخر الكلام:
* (أفديه .........
إن حفظ الهوى، أو ضيعه)!!
عكاظ
المفضلات