اختصاصية نفسية:
البكاء والخوف ورفض التكيف أهم مشاكل أطفال الصف الأول في بداية الدراسة
بعض الأطفال يظهرون رفضا للمدرسة في اليوم الأول بالبكاء المتواصل
جازان: أحمدية سالم
تشهد مدارس المرحلة الابتدائية بداية كل عام دراسي جديد حالة استنفار في ظل الاستعداد لاستقبال طلاب الصف الأول للدراسة، حيث تعد المدارس ميزانية خاصة للأسبوع التمهيدي تتضمن شراء الألعاب، والحلوى والجوائز، إلى جانب الاستعداد بفعاليات من مشاهد تزيين الفصول الخاصة بهم، وتتولى مسؤولة تفعيل هذا البرنامج رائدة الصف والمرشدة الطلابية، ومديرة المدرسة، بالتعاون مع منسوبات المدرسة تحت إشراف ومتابعة من قبل مكاتب الإشراف التربوي بالمنطقة.
أصعب المراحل
تقول أميرة محمد (معلمة بابتدائية المقارية): "يعد الأسبوع التمهيدي من أصعب المراحل التي تمر بها طالبة الصف الأول الابتدائي والذي يصبح في يوم من الأيام من أحلى ذكريات حياتها، حيث ينتاب الطفلة إحساس بالخوف الشديد، وهذا الإحساس يختلف من طفلة إلى أخرى وحسب ارتباط الطفلة بالأم، فإذا كانت الطفلة ترتبط بالأم ارتباطا قويا بسبب كونها الأولى أو الصغرى من الأبناء، هنا يكون انفصالها عن الأم وذهابها إلى المدرسة شيئاً صعباً جدا، خاصة في البداية".
وتضيف بدرية أحمد (معلمة بابتدائية المقارية) "تتدخل أساليب الأم في تربية الطفلة ومدى تهيئتها للدراسة منذ فترة مبكرة في نجاح اجتياز الأسبوع التمهيدي أو فشلها، بحيث نرى الطفلة التي عندها فكرة عن مجتمع المدرسة أخف حدة من طفلة أخرى تجهل الكثير عن المجتمع المدرسي وأسباب حضورها إلى المدرسة".
بكاء وخوف
أما المعلمة آمنة العيسى (المدرسة الثانية عشرة) فقالت: "لعل البكاء والخوف وعدم التكيف في المجتمع المدرسي من أهم مشاكل أطفال الصف الأول في الأسبوع التمهيدي، حيث تجد معلمة الصف صعوبة بالغة في معالجة هذه المشاكل خاصة المبتدئات، أو المعلمة التي ينقصها الوعي في تخطي مشاكل الأسبوع التمهيدي، والتي كثيرا ما تؤدي إلى تسرب الطالبة، والنتائج السلبية المترتبة على تسربها وعودتها في السنوات التالية من ضياع سنة أو أكثر من حياتها العلمية".
ونظرا لأهمية الأسبوع التمهيدي لا يقف الاستعداد والتجهيز له في المدارس فقط، وإنما يمتد إلى جهات مختصة وهي إدارة التوجيه والإرشاد ممثلة في مشرفات الإدارة، وما يقمن به من زيارات وجولات ميدانية للمدارس، للوقوف على فعاليات الأسبوع التمهيدي والتعرف على الإيجابيات والسلبيات.
مرحلة انتقالية
وتقول مديرة إدارة التوجيه والإرشاد بمنطقة جازان نجوى عباس عقيل إن الأسبوع التمهيدي هو مرحلة انتقالية للطفلة من المنزل إلى المدرسة، وهي مرحلة حرجة تحتاج إلى الكثير من الرعاية والإشباع النفسي والاجتماعي، وتدعيم الذات، ويكون في بداية العام الدراسي للطالبات المستجدات في المرحلة الابتدائية، مشيرة إلى أن من أهدافه تيسير انتقال الطفلة من محيط منزلها الذي تعودت عليه وألفته إلى محيط المدرسة تدريجيا، بما يخفف شعور الخوف والرهبة، وتيسير تكيف التلميذة مع عناصر مجتمعها الجديد من معلمين، وإدارة، ومبان، وأدوات وأنظمة، وإتاحة الفرصة للمعلمات لممارسة الأسلوب التربوي في التعامل مع التلميذات، بما يتناسب مع قدراتهن واحتياجات نموهن.
استعدادات كاملة
وعن استعدادات إدارة التوجيه والإرشاد للأسبوع التمهيدي فقد أفادت عقيل بأنه يتم عقد اجتماع في بداية كل عام دراسي للتعريف وشرح أهداف البرنامج وخطوات التنفيذ، ومنها اختيار المعلمات المشاركات، ورائدات الصف الأول، ومناقشة التعاميم الخاصة بالبرنامج، وتوضيح دور كل معلمة في تنفيذه، وتأمين ميزانية لتنفيذه والمخصصة من المقصف المدرسي، واختيار الشعارات والألوان، وحثهن على إعداد لوحات وملصقات إرشادية، وتنسيق الفصول، وإعدادها الإعداد المناسب والمشوق لجذب التلميذة.
وأضافت أن الأم تؤدي دورا كبيرا في الأسبوع التمهيدي من حيث الاهتمام بالغذاء الجيد، ومراجعة الوحدة الصحية عند أي طارئ مرضي للتلميذة، ومتابعة مستوى تحصيل التلميذة، كما تشارك المرشدة الطلابية بدور كبير حيث تعد المرشدة الطلابية هي الركيزة الأولى بل الأساس بعد مديرة المدرسة في تفعيل البرنامج، ولا يختلف دورها عن دور رائدة الفصل.
وأشارت مديرة التوجيه والإرشاد إلى الصعوبات التي تواجه تفعيل برنامج الأسبوع التمهيدي، ومن أهمها عدم كفاية النسبة المخصصة من المقصف المدرسي، وقلة عدد المشرفات التربويات خلال المتابعة، وسلبيات المدارس المستأجرة، وعدم توفر الفصول الملائمة لنجاح فعاليات الأسبوع التمهيدي، ونقص عدد المرشدات الطلابيات في المدارس، وعدم تفرغ المعلمات القائمات بأعمال التوجيه والإرشاد، وعدم تفهم كل من بعض الأسر وبعض المعلمات لأهداف الأسبوع التمهيدي.
الانطباعات الأولى
وأفادت الاختصاصية النفسية بمستشفى صامطة العام نبيلة النشمي بأن الانطباعات الأولى التي يأخذها الطفل عن المدرسة والمدرسين تبقى عالقة في ذهنه ومحفورة في ذاكراته، وتؤثر على مستقبله الدراسي والمهني، من هنا جاءت أهمية الأسبوع التمهيدي، لأنها السنة الدراسية الأولى، ويهدف بالدرجة الأولى إلى نزع الخوف من الانفصال عن الأم.
وأشارت إلى أن بعض الأطفال يظهرون رفضا للمدرسة في اليوم الأول بالبكاء المتواصل، وعدم التجاوب مع أي محاولة لإسكاته، أما عن أسباب بكاء الطفل فتختلف من طفل لطفل آخر منها إما لفت انتباه الآخرين، من باب التقليد للأطفال الآخرين، وإثارة غضب وانفعال الآخرين.
فرحة اللقاء
وقالت النشمي إنه يجب على المدرسة ألا تدع الطفل يبكي قليلا ويبالغ في بكائه، وإظهار فرحة اللقاء بهم بابتسامات، وعند الرغبة في تقديم مكافآت رمزية على المعلم إخبارهم بذلك شريطة التوقف عن البكاء، أما الأم أو من ينوب عنها فعليها التحدث مع الطفل بما يتناسب مع اهتماماته كالحديث عن اللعب، والملابس الجديدة، وربط أي صورة ترسمها في ذهن الطفل بأشياء يعرفها سابقا، وأخذه إلى المدرسة قبل بدء الدراسة، وعدم تخويف الطفل بمسؤوليات الدراسة، وأن عليه مذاكرة وواجبات، بل اتباع أسلوب الترغيب والتحبيب عن طريق الألعاب، وإشعار الطفل بالأمان الحضور مع الطفل في الأيام الأولى، كما ينبغي إشباع الطفل أو الطفلة بالحب والحنان عند الاستقبال والتوديع.
المفضلات