سبعة وعشرون عاما قضاها الزميل عبد الله العرفى فى جريدة المدينة كان فيها إنموذجا للصحفي المجتهد صاحب السجل المهني ناصع البياض. هذا ما شهدت به الأوراق والسجلات الوظيفية أمّا شهادة القلوب فهي أكبر من هذا بكثير. فلقد استحوذ الزميل العرفى بأخلاقه الدمثة وسلوكه النبيل وتعاملاته الكريمة على قلوب كل من عرفوه حتى وهبوه أوصافا كالقلائد والأوسمة. وعلى الرغم من جملة الأوصاف التى فاز بها العرفى فى حياته الا أن لقب (الطيب) كان هو الأكثر ملازمة له والتصاقا به .
رحلة العرفي مع العمل الصحفي استندت على ركائز الطموح و العصامية والاجتهاد وإنكار الذات فليس فى قاموس الرجل مكان للزهو والتكبر والخيلاء كما لم يحفظ عنه أقرانه موقفا اختال فيه بمقال او تحقيق أو حوار كما يفعل الكثير من صحفيي اليوم ومع البساطة الجميلة حقق العرفى بالقلم مالم يستطع الغير تحقيقه ربما بمعاول الهدم والبناء وساهم بتحقيقاته الثرية فى تغيير مجريات الحياة فى مجتمعه البسيط .
الجميل أن العرفى يعد من الصحفيين القلائل الذين استطاعوا تحويل مصادرهم الصحفية الى أصدقاء أوفياء فالجميع يحفظ له القـدر المهنى العالى ويحمل له من الحب الكثيروالكثير . ولعل كلمات المسئولين التى تقاطـرت على صفحات الجريدة اليوم تجيب لنا على السؤال . من هو العرفى فى قلوب هؤلاء ؟
نقاط كثيرة فى حياة العرفي تحتاج منا التوقف والزميل له نجاحات أخرى بعيدة عن ساحة العمل الصحفي . هذه النجاحات يحكيها البسطاء ليس في ينبع وحدها بل في قراها ونجوعها المتوارية والتى كان العرفي دائم الوصول اليها والاقتراب من أوجاعها ومعاناتها.
رحم الله الزميل الصحفى المخلص الذى استهلك عمره ركضا وراء اظهار الحق على الورق وايصاله محمولا أيضا الى مستحقيه . ويبقى عزاؤنا أنه فارقنا فى ايام وعد الرحمن فيها عباده بالغفران و جنات النعيم.
المفضلات