--------------

حكم قيادة المرأة للسيارة

بيان لجنة الإفتاء / فتوى الشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى - / فتوى الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - / بيان من وزارة الداخلية

----------



س1/ هل عارض العلماء تعليم المرأة ؟

- الجواب :

الذي يزعم أن العلماء عارضوا تعليم المرأة - هكذا بإطلاق - لم يقرأ الأمر الملكي الذي أقر تعليم المرأة :
نص الأمر الملكي القاضي بإنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات وإيكال الإشراف عليها إلى كبار العلماء
جريدة أم القرى) العدد ذي الرقم 1790 والمؤرخ في الجمعة 21/ 4/ 1379هـ الموافق 23/10/1959م ، : الحمد لله وحده وبعد ، فقد صحت عزيمتنا على تنفيذ رغبة علماء الدين الحنيف في المملكة في فتح مدارس لتعليم البنات العلوم الدينية ، من قرآن وعقائد وفقه وغير ذلك من العلوم التي تتمشى مع عقائدنا الدينية ، كإدارة المنزل ، وتربية الأولاد وتأديبهم مما لا يخشى منه في العاجل أو الآجل أي تأثير على معتقداتنا ، وتكون هذه المدارس في منأى من كل شبهة من المؤثرات التي تؤثر على أفكار النشء ، في أخلاقهم وصحة عقيدتهم وتقاليدهم ، وقد أمرنا بتشكيل هيئة من كبار العلماء الذين يتحلون بالغيرة على الدين والشفقة على نشء المسلمين ، لتنظيم هذه المدارس ووضع برامجها ومراقبة حسن سيرها فيما أنشئت له وتكون هذه الهيئة مرتبطة بوالدهم حضرة صاحب السماحة المفتي الأكبر الشيخ / محمد بن إبراهيم آل الشيخ


س2 / ما السبب وراء الالتزام بصيانة المرأة ؟

- الجواب :

سبب هذا الالتزام بصيانه المرأة أن الشرع أمر المرأة بالستر والقرار في البيت وأمر بصونها وأخبر أنها عورة، وكل تلك الأمور تتعارض مع قيادة الدواب والمراكب، إما جزئيا أو كليا بحسب الأحوال..

تأمل قول عائشة رضي الله عنها في خروج النساء للصلاة في المسجد :
( لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن كما مُنِعَتْ نساءُ بني إسرائيل. قلت لعَمْرَة : أَوَ مُنِعْنَ ؟ قالت : نعم ) رواه البخاري ومسلم وأحمد وأبو داود واللفظ للبخاري .



وعن عبدِ اللهِ بن مسعود عن النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّم قال:

"المرأةُ عورةٌ، فإذا خرجتِ استشرفَهَا الشَّيطانُ" أخرجه الترمذي .

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه، ومكث يسيرا قبل أن يقوم قال ابن شهاب : فأرى - والله أعلم - أن مكثه لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم .رواه البخاري والنسائي وابن ماجة وأبو داود وأحمد واللفظ للبخاري .

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها)) رواه مسلم

قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث: وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك، وذم أول صفوفهن لعكس ذلك .

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها ) رواه أبوداود

قال صاحب عون المعبود شرح سنن أبي داود في شرحه لهذا الحديث : ( صلاة المرأة في بيتها ): أي الداخلاني لكمال سترها ( أفضل من صلاتها في حجرتها ): أي صحن الدار ..( وصلاتها في مخدعها ): من الخدع وهو إخفـاء الشيء أي في خزانتها ( أفضل من صلاتها في بيتها ) لأن مبنى أمرها على التستر .

انظر إلى هذا الحرص منه صلى الله عليه وسلم على البعد عن الاختلاط، مع أنهم في المسجد، وأتوا للعبادة ، ومن هم هؤلاء الرجال والنساء ؟!! إنهم الصحابة والصحابيات رضي الله عنهم جميعاً وتحت نظر النبي صلى الله عليه وسلم، فماذا عسانا أن نقول عن وقتنا الحاضر !!وماذا عسى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن تقول عن نساء اليوم وهي التي أنكرت خروج النساء إلى المسجد في زمنها زمن الصحابة والتابعين !!

فيا ليت شعري كيف يكون ستر مع قيادة المرأة للسيارة !!!


وبما أن الأصل كان في الأمة العمل بالشرع وحفظ حدوده، فإن الرجل المسلم كان يعتقد أن من الواجب عليه أن يصون محارمه، ويتولى هو القيادة كي لا تتعرض المرأة للابتذال وإبداء للزينة، ولكي تتفرغ لمهمتها الأصلية، وهي القيام بشؤون البيت.. خاصة وأن القيادة مرتبطة بالسعي في الأرض طلبا للرزق، والرجل هو المتولي لذلك بأمر الشرع، لذا كان من الطبيعي أن تكون القيادة له.. وأما المرأة فليست مأمورة بذلك، وإنما هي مأمورة بالقرار في البيت، لذا كان الطبيعي أن تترك هذا الجانب، فليس من اختصاصها، بل وليس فيه تكريم لها.. ذلك أن سياقة المراكب ليس فيها أدنى ميزة أو منقبة..

ولذا لانرى أهل الشأن والغنى والملك يزاولونها، بل يأنفون منها، والمرأة في ظل تعاليم الإسلام لها نفس مزايا أهل الحسب والغنى والملك، فهي ملكة متوجة على عرش الأنوثة، وآمرة بحكم الشريعة..

وأي إهانة للمرأة أعظم من أن تسقط من مرتبة أهل الحسب والغنى والملك لتصير في مرتبة السائقين من العوام..

هل رأيتم كيف أن الدعوة إلى قيادة المرأة للسيارة إنما هي دعوة لإهانتها وإنزالها من عرشها؟.




س3 / ما حقيقة الدعوة لقيادة المرأة للسيارة ؟

- الجواب :


من أراد أن يعلم حقيقة هذه الدعوة فلينظر من الذي يروج لهذه القضية وينادي بها وكفى بذلك دليلا حيا على خطورة هذه الدعوة ..

أيروج لها عالم بالشرع يفقه الحلال والحرام؟..

أم إن الذي يروج لها إنسان خالط الكفار واقتبس من أخلاقهم واغتر بزخرف دنياهم وأحب عوائدهم واستحسنها وفضلها، فهو يريد أن ينقل إلى المسلمين مناهجهم وأخلاقهم وأفكارهم ظنا منه أن فيها الخير والتقدم ؟؟؟

- أعجب لأمة رزقها الله ثلة من العلماء المخلصين الصادقين الناصحين ، الذين لا يألون جهدا في التوجيه والإرشاد.. كيف تلقي كلامهم وراء ظهرها... وكأنهم من سقط المتاع؟!!!..

وقد أفتى هؤلاء العلماء الأتقياء الصفوة بتحريم القيادة، فتوى صريحة... لكن !!!!!!...

يا للأسف رده بعض من لا يعرف قدر العلماء.. ولو أفتاهم جماعة الأطباء، أو هيئة كبار الأطباء.. بخطورة القيادة على صحة المرأة لما ترددوا في الامتثال!!!!!!!!!...



س4 / هل كان نساء الصحابة يقدن الدواب ؟

- الجواب :


المطلع على تاريخ تلك الحقبة التي عاش فيها الصحابة يجد أن المرأة لم تكن تقود الدواب في الغالب، بل كان يصنع لها هودج فوق ظهور الإبل، وهو عبارة عن غرفة صغيرة مغطاة من كل ناحية ولها باب صغير، تركبه حين السفر والتنقل، والرجل هو الذي يقود الدابة..

إذن على الرغم من إباحة قيادة المرأة للدابة إلا أن النساء لم يكن يفعلن ذلك، وكثير من الأمور المباحة قد تترك لأن المصلحة في غيرها.. لماذا كان الرجل في زمان الصحابة وبعده أزمانا متطاولة لايدع للمرأة قيادة الإبل والخيول؟..

هذا ولاشك من تقديره للمرأة وإكرامه وحفظه لها، حيث إنه يعلم أنها لضعفها تحتاج إلى رعاية وصيانة من المخاطر، فهو لذلك يتولى بنفسه قيادة الإبل، وهذا هو الشائع في كل الأزمان الخالية..

نعم قد نجد بعض الحالات الشاذة عن هذه القاعدة في تاريخ المسلمين لظروف معينة وأحوال خاصة كانت المرأة تضطر فيها أن تركب وحدها وتقود الدواب، لكن ذلك لايمكن أن يكون حكما عاما على جميع النساء..

فالأحكام إنما تبنى على ما قد اجتمع الناس عليه وفيه مصلحتهم لا مما انفرد به بعض الناس..

إذن لم يحدث في التاريخ الإسلامي أن تكون المرأة قائدة للمراكب والدواب في الغالب، والدليل على ذلك:

التزام الأمة بصيانة المرأة في كل عهودها السابقة قبل موجة التغريب التي عمت بلدان الإسلام..


س5 / ما الدليل على قاعدة ماغلب شره فهو حرام ؟

- الجواب :


لايوجد شيء في الدنيا ليس فيه منفعة أو فائدة حتى الخمر فيه منفعة

" فما غلب خيره فهو جائز، وما غلب شره فهو محرم"..

قال الله تعالى :

{ يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما}..

ولذا حرم، فهذه الآية دليل القاعدة الآنفة، ونحن إذا نظرنا في آثار قيادة المرأة للسيارة على الأمة عامة والمرأة خاصة لوجدناها في غاية السوء..

فهي تقود الأمة للهاوية والمرأة للابتذال والمهانة والاعتداء على حجابها، والإسلام يحرم ذلك، ويحرم كل وسيلة إلى ذلك، فلذا حرم النظر والتبرج والخلوة والاختلاط وكل هذه المحرمات متحققة في قيادة المرأة للسيارة، ومن ثم فهي محرمة لايشك في ذلك من كان له أدنى نظر...



س6 / بينوا لنا بعضا من مفاسد قيادة المرأة للسيارة

- الجواب :


إن أعداء الإسلام أدركوا من خلال تجاربهم أن أنجح الوسائل و أسرعها في إفساد المجتمعات الإسلامية هي عن طريق المرأة ، وقد أصابوا في ذلك وحققوا كثيراً من أهدافهم في كثير من البلاد الإسلامية ، أسأل الله أن يحفظ هذا البـلد من كيدهم ، وأن يرده في نحورهم

قال غلادستونه وهو أحد الصليبيين الحاقدين : ( لن تستقيم حالة الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن ) .

أما الصليبي الآخر زويمر فقال : (على النصارى أن لا يقنطوا ، إذ من المحقق أن المسلمين قد نما في قلوبهم الميل الشديد إلى علوم الأوربيين وإلى تحرير نسائهم ) .

أما ثالثة الأثافي فهو الصليبي جان بول رو فيقول : ( إن التأثير الغربي الذي يظهر في كل المجالات ويقلب المجتمع الإسلامي رأساً على عقب لا يبدو في جلاء أفضل بما يبدو في تحرير المرأة ) .

إن مما لا شك فيه أنهم أصابوا في ذلك ،

قال النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :

(( ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء )) متفق عليه

.وقال عليه الصلاة والسلام :

(( إن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ))رواه مسلم وأحمد