ولله أهتمام خاص جداً !


--------------------------------------------------------------------------------


بسم الله الرحمن الرحيم


عندما كان الإمبراطور نابليون يحكم فرنسا بقبضة من حديد ، غضب على رجل من أتباعه،

فأرسله إلى أحد الحصون البعيدة حيث ألقي فى زنزانة ضيقة ليس بها سوى نافذة صغيرة،

جداً فى أعلى الحائط !

وأحس الرجل بالوحشة الشديدة ، وظل ينتظر وساطة من صديق ، أو زيارة من حبيب ، ولكنه

أدرك بعد طول الإنتظار أنه أصبح منسياً تماماً ، وليس هناك من يذكره خارج الأسوار !

وفى مرارة اليأس والوحدة القاتلة ، أمسك بقطعة صغيرة من الحجر ، وكتب على الحائط :

(لا أحد يهتم بي .) !


ومرت الأيام الثقيلة ، بلا أمل ولا رفيق ، فلم يكن أمامه إلا التأمل فى جدران الزنزانة وفى ،

بابها الحديدي وأرضها الحجرية المشققة حتى حفظ مواقع الشقوق عن ظهر قلب .

وفي صباح احد الأيام ، أستيقظ الرجل ، وجال بعينيه فى أرجاء الغرفة ، فلاحظ وجود !!!!

نقطة صغيرة خضراء بين شقوق الأرض ، لم يرها من قبل .

فانبطح على بطنة ، ودقق النظر فيها ، !!!! فأدرك أنها برعم دقيق لنبات صغيرة يتسلل من ،

بين الشقوق ليطل عليه !!

ومرت الأيام ، والنبات يعلو ، ويتجه نحو النافذة الصغيرة فى أتجاه النور !

وأخذ السجين يعتنى بالنبت الصغير ، فهو يوفر جزاءاً من الماء الذى يحضره السجان كل

صباح فيسقى به رفيقه الجديد .

وفى يوم ربيعى مشرق ظهرت فوق الغصن زهرة جميلة زرقاء ،

مالبثت أن تفتحت بكامل بهائها وجمالها ، وكأنها تبتسم له وحده دون جميع الخلق

لقد جاءه الربيع فى زنزانته الضيقة !

ونهض الرجل ، وقد إمتلأت روحه اليائسة بنشوة جديدة ، فأمسك بقطعة الحجر الصغيرة ،

فمحى الكلمات الأولى التى كتبها من قبل ، وكتب فوقها :

(((( إن الله يهتم بي .))))) ! سبحان المولى عز وجل .