البعض لو أمضى حياته كاملة فلن يستطيع جمع مليون ريال من خلال راتبه الوظيفي.
تصور أن تمضي حياتك كاملة (تكرف) في هذه الدنيا ولم يصل دخلك للمليون ريال بينما انت تسمع أن الحياة التي كان يبعدك عنها ذووك بأنها تؤدي الى (الدشرة) هي الجالبة للملايين.؟
وبعيدا عن الحسد ومفرداتها الخاصة بزوال النعمة عن الآخرين ولكن سأضرب مثلا بلاعبي كرة القدم الذين تتناقل الصحف صفقات عقودهم والتي بلغت إلى الملايين، ونحن نسمع بالملايين بينما رواتب بعضنا مجتمعة –كما ذكرت سابقا – لاتصل الى المليون الواحد.
حسنا أيها الموظف، سأنتقل لنقطة أخرى عسى ان تكون في البال، فأنت تحتاج الى أربعين عاما لتنعتق من العمل وتحصل على راتبك كاملا. تصوروا أربعين عاما!!
هذا القرار سن قبل زمن حينما كان الموظف يدخل الى الحياة العملية وعمره بين 18-20 سنة، أما الآن فلا يدخل مجال العمل إلا بين 28-30 عاما هذا اذا توفق في دراسته وحصل على البكالوريوس في تدرج طبيعي من غير تعثر، واذا وجد عملا بعد تخرجه مباشرة، ولو قضى نصف محكومية العمل(نعم أصر على المحكومية لأن العمل أصبح سجنا فبدونه لا تستطيع أن تجد حياة كريمة في حدودها الدنيا) يكون عمره بين 48-50 ولأنه يخشى من الراتب التقاعدي الذي يُخسف به الى نصف راتبه الأساسي فسيجد نفسه مضطرا لمواصلة العمل لبلوغ التقاعد الذي يجيز له الحصول على راتبه كاملا أي أن عمره سيكون بين 68-70 عاما يا الله، هل هذه السن مجال لأن يكون المرء خالي الوفاض من أمراض العصر التي تلتهمنا ونحن لا نزال في سن مبكرة، دعونا من المتقاعد فهو حتما حينما يغلق ملفه بالتقاعد سيمضي حثيثا للآخرة، ولكن المشكلة مرتبطة بأسرة هذا المتقاعد الذي لو مات أو تقاعد مبكرا فلن تجد أسرته دخلا يوازي دخلهم الذي ألفوا الحياة في حدوده، سيجدون أن هذا الدخل تقلص بحصول الشباب على بطاقات هوية أو زواج البنات وسيصبح الدخل أقل مما يجب، فكيف لامرأة (ولتكن الزوجة) ألفت أن تعيش في مستوى متوسط بدخل التقاعد أو بدخل التأمينات الاجتماعية تجد أن دخلها تقلص حتى لم يعد يفي بإيجار منزل.. هناك شرائح من المواطنين متأثرون بهذا القرار الذي لم يتبدل أو يتنبه لاحتياجات الأفراد المتزايدة..
ما هو الحل اذن؟
أعتقد أن من به (نفس) عليه أن يعود لتعلم كرة القدم فعسى أن يتعاقد معه نادٍ يهتم بالخبرات المنقرضة أو أن يصبح مدربا يحمل لوحاً أبيض ويضع فيه خطوطا متعرجة كي يحصل على المليون بدلا من قطع النفس في وظيفة لاتقدر على إدخالك خانة المليون حتى بعد مماتك.
عبده خال
المفضلات