الأيام الدراسية الأولى مخاوف وشكوك يمكن التغلب عليها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى المدرسة سِرْ
ولّت عطلة الصيف وحان موعد العودة إلى المدرسة. هذه العودة تقتضي إستعدادات وتحضيرات عدة من قبل التلامذة وذويهم، كما تتطلّب جهداً إضافياً للتأقلم مع البيئة الجديدة في ما خص الأطفال الذين يتعرفون إلى المدرسة للمرة الأولى، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التلامذة الذين ينتقلون من مدرسة إلى أخرى أو من مرحلة دراسية إلى أخرى. فكيف يساعد الأهل أولادهم في الإستعداد للعام الدراسي الجديد، وفي التغلّب على مخاوف وشكوك الأيام الأولى في المدرسة؟
رهبة اليوم الأول
يعتبر خوف الأطفال من المدرسة في السنة المدرسية الأولى مشكلة عامة يعاني منها غالبية الأطفال في مختلف دول العالم. ويتم عادة التعبير عن هذا الخوف بالبكاء والتمارض في صباح اليوم الدراسي والتوسّل إلى الأهل للبقاء في المنزل، أو لمرافقتهم طوال اليوم في المدرسة.
حول هذا الموضوع يؤكد خبراء التربية أن مخاوف الطفل في هذه المرحلة طبيعية ومبرّرة لا سيما وأنه يعاني مشكلة الإنتقال إلى بيئة إجتماعية أخرى، غير أنها تتجاوز الحد الطبيعي إذا ما رافقته لفترة زمنية طويلة. وهنا يأتي دوركم كأهل لمساعدة أطفالكم في الإندماج في البيئة الجديدة وفي التغلّب على مخاوفهم وتذليل جميع الصعاب المتوقعة. لتحقيق هذه الغاية، يقدّم الخبراء الإرشادات التالية:
* رافقا الطفل في زيارة إلى المكتبة قبل بدء العام الدراسي وامنحاه الحرية في انتقاء الحقيبة المدرسية من ضمن المجموعة المناسبة لسنّه.
* قوما بزيارة إلى المدرسة برفقة طفلكما قبل بدء العام الدراسي لكي تساعداه على تكوين صورة ذهنية حقيقية وواضحة عنها. من الأفضل أن يتعرّف الطفل خلال هذه الزيارة إلى غرفة الصف، والملعب، ومختلف معالم المدرسة.
* أخبرا الطفل في نهاية عطلة الأسبوع، وتحديداً في الليلة التي تسبق صباح الذهاب الى المدرسة، ببساطة وبدون أي انفعال بأنه سيذهب الى المدرسة غداً. وتجنّبا مناقشته في أي موضوع يتعلّق بخوفه من الخطوة المرتقبة لأن ذلك من شأنه أن يزيد قلقه ومخاوفه.
* صباح يوم المدرسة، وعند توديع الطفل أمام بوابتها، كونا لطيفين وحازمين في الوقت نفسه، لا تضعفا أمام دموعه، وفي المقابل لا تسخرا منه بسبب بكائه. سلّماه للمرشد المعني باستقباله، وغادرا المكان.
* عند عودة الطفل من المدرسة، تحدثا معه عن يومه المميز، تطرّقا إلى موضوع الألعاب والتسلية والرفاق في الصف، وأثنيا على نجاح طفلكما في اجتياز يومه الأول، مع التأكيد له بأن غداً سيكون أفضل من اليوم من دون أن تدخلا في نقاش حول الموضوع.
* كرّرا في صباح اليوم التالي نفس ما حدث في اليوم السابق، واستمرا في تأكيد إيجابيات المدرسة خلال الأيام الأولى منها، إلى أن تزول أعراض الخوف مع نهاية الأسبوع الأول.
تجاوز قلق التغيير
إن الإنتقال من مدرسة إلى أخرى أو من مرحلة دراسية إلى أخرى لا بد وأن يخلق حالة من القلق والترقّب لدى التلميذ مردّها إلى خوفه من المجهول الذي ينتظره. في هذه المرحلة، يقتضي دوركما كوالدين طمأنة الولد ومساعدته في التغلّب على مخاوفه عبر اتخاذ الخطوات التالية:
* أنظرا بتفاؤل تجاه التغيير الآتي، فإذا أبديتما حماساً وثقة تجاه هذه المسألة، سوف تنتقل العدوى حتماً لأولادكما.
* شجّعا الولد على البوح بشكوكه وتوقعاته للمرحلة القادمة، واعملا على تهدئة مخاوفه عبر الحديث عن خبرتكما الشخصية حين كنتما في مثل سنّه، واضحكا معاً على المخاوف والأوهام القديمة التي عانى منها كل منكما حين كان تلميذاً.
* تحدثا معه عن الإمكانيات والفرص التي يتيحها التغيير المنتظر ومن بينها التعرّف إلى أصدقاء جدد، واكتساب أساليب جديدة على صعيدي الدرس واللعب.
* لدى الإنتقال من مدرسة إلى أخرى، من الأفضل أن ترافقا الولد في زيارة إلى المدرسة الجديدة قبل بدء العام الدراسي، وذلك للتعرّف إلى قاعة الدرس وباحة اللعب، وأيضاً إلى عدد من المعلمين إذا أمكن ذلك.
عند الإنتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى، من المفيد تشجيع التلميذ عبر تعداد إيجابيات المرحلة القادمة، ومن بينها أنه أصبح أكثر نضجاً، وأن الأساتذة سيتعاملون معه بمزيد من التقدير والاحترام.
عودة التلامذة القدامى
خلال عطلة الصيف، يكتسب الأولاد عادات جديدة في ما خص موعد النوم ووجبات الطعام، وأوقات التسلية واللعب.
مع عودة المدرسة، يفترض إعادة تنظيم (المفكرة اليومية) لكي تتلاءم مع متطلبات الدراسة، وهو أمر ينبغي معالجته من قبل الأهل والأولاد معاً. فماذا ينصح خبراء التربية الوالدين؟
* إضبطا موعد النوم قبل بداية العام الدراسي بأسبوع واحد على الأقل.
* إصطحبا أولادكما لشراء اللوازم المدرسية واللباس المدرسي قبل أسابيع من موعد المدرسة لأن ذلك يساهم في إعادة أجواء الدراسة إلى أذهانهم.
* عوّدا أولادكما على النظام والترتيب، كأن تطلبا منهم تحضير اللباس المدرسي والحقيبة المدرسية مساءً لتفادي مضيعة الوقت صباحاً.
* تحدثا مع الأولاد عن ذكريات العام الدراسي الماضي للتأكد من عدم وجود أي رواسب سلبية أو لإزالة الموجود منها، وناقشا معهم توقعاتهم للعام الجديد لمعالجة أي شكوك أو مخاوف محتملة.
* بعد بدء العام الدراسي، واصلا إتصالكما المستمر بالأساتذة والطاقم التعليمي لمواكبة مختلف المراحل الأكاديمية التي يجتازها أولادكما، ولمعرفة أي مشكلة مدرسية قد تطرأ على أي منهم.
* إحرصا على أن تكون أجواء المنزل هادئة وملائمة للدرس والتركيز.
مهما كان نوع التغيير الذي يصادف طفلكما في بداية العام الدراسي، كونا صبورين ومتفهمين، ويكفي أن تتذكرا يومكما الأول في العمل: مدير جديد... زملاء جدد... مستقبل غامض، وطموحات مجهولة المصير... هذا تماماً ما يعنيه العام الدراسي الجديد بالنسبة إلى الأطفال.
المفضلات