[dci]تغطية الإشراف العام بالمجالس الينبعاوية
أبو سفيان ـ أبو رامي ـ أبو ياسر



التاريخ /4/ ربيع الآخر من عام/1430هـ
المكان : مقر محافظة ينبع وفي ضيافة سعادة المحافظ إبراهيم السلطان
الضيف : معالي الوزير الدكتور: محمد بن أحمد الرشيد وزير التربية والعليم السابق
الموضوع : ( خبرتي بعد طول تجربتي )
المساء : جميل بهي بالمحبة والتواصل وبألوان من العلم والمعرفة والثقافة وتجارب
المبدعين مادام ضيف اللقاء هو معالي الدكتور / محمد بن أحمد الرشيد ؛؛ فالضيف موسوعة تربوية وإدارية متكاملة تحمل مسؤوليات جسام ، وقدم تجربته وخبرته في عناصر مختصرة وذات قيمة أخلاقية وإنسانية عظيمة ..




بدأ اللقاء كالعادة بمهندس الملتقى المهندس يوسف الحجيلي الذي شكر الضيف وداعبه بكلمات الترحيب والابتهاج واعتبر الأمسية مميزة بتميز المتحدث فيها ..



ثم استلم ناصية الترحيب مقدم الملتقى سعادة الأستاذ/ بسام يماني فأكد حرارة الترحيب بمعالي الوزير في ملتقى ينبع الثقافي وأوضح في تقديمه عن أهمية تجارب الآخرين وتنوعها وما تتركه من أثر فاعل وبصمة واضحة في حياة المتلقي ؛ فالتجارب أيا كان حجمها أو طبيعتها أو امتدادها الزمني والمكاني فإن فيها الكثير من العبر التي لا تخطر على البال وأنه يجب أن ننظر لهذه التجارب نظرة خاصة لا تقف عند حد السماع والاستماع حيث أن التجارب الناجحة حوافز حية تدفع للعمل الجاد وتجعل المرء يقفز فوق حواجز المعوقات بمهارة يكتسبها ليتجه صوب هدفه بثقة كبيرة ..
ثم سرد الأستاذ / بسام سيرة موجزة للضيف الدكتور / محمد الرشيد سوف نأتي عليها لاحقا إن شاء الله .



معالي الوزير يتحدث عن تجربته


لخص معالي الوزير تجربته في أكثر من عشرين عنصرا مهما بحسب رؤيته وخبرته واحتكاكه بالعمل والعاملين ؛؛ لعل من أبرز ما استطعنا احتواءه مختصرا في النقاط التالية :

ـ أن المعلم هو العنصر الأساسي لنجاح العملية التعليمية أكثر من المباني والتجهيزات الأخرى ، وأنه من الضروري أن تكون التربية هي القاعدة التي توحدنا وننطلق منها إذا عجزت السياسة والاقتصاد.
ويؤمن بمقولة أعطني معلما جيدا يمارس مهامه تحت ظلال شجرة أفضل من معلم رديء يعلم طلابه في أفخم الفصول والقاعات الدراسية.

ـ التخطيط الواقعي المرن هو ديدني خلال مسيرتي العملية والحياتية ، وأبذل كل جهدي لتنفيذ مايسند إلي من عمل

ـ أدركت أن مانحصل عليه بالرفق أو مايسمى باللهجة الدارجة ( العلم الغانم ) هو أضعاف مانحصل عليه بالعنف.

ـ جرّبت الجاحدين والحاسدين خلال مسيرتي ولن يضيرني هذا بشيء ليقيني بأنهم هم الخاسرون.
ولن ألتفت لما يقولونه حتى لا تتعطل مسيرتي وأهدافي التي رسمتها .

ـ لدي قناعة بأنه لن يسلم من لسان الناس أحد ومن تدبر هذه الحكمة فإنه يرتاح كثيرا .

أحاسب نفسي أولا قبل محاسبة الناس لي وكنت ملتزما بالدوام الرسمي فأحضر في الوقت المحدد ولم أخرج قبل انتهاء الدوام طوال فترة عملي .

ـ لم أخسر شيئا بعد ترك العمل فالخاسر الأكبر هو من يعول على الكرسي الوظيفي .

ـ أنظمتنا الإدارية ناقصة وكثير من الموجود منها لا يطبق ؛ وأرى نقصا واضحا في مكافأة المجد ، فالكل سواء حيث هناك اغفال في محاسبة المقصر وأي مؤسسة يكون هذا ديدنها فإنها لن تتطور وسيكون مصيرها الفشل .

ـ مقولة أعشقها : إذا كانت الإدارة تسلطا أعطاها العاملون أطراف ألسنتهم أما إذا كانت تفاهما وإنسانية أعطاها العاملون ذوب انفسهم.

ـ نصيحتي لكم هي الأخذ بمبدأ الشورى في إتخاذ القرارات لأن إشراك الموظفين في ذلك يساعد على تنفيذه بشكل أفضل وأكمل

ـ ليتنا ندرك أن الإسلام يدور حول محورين الإخلاص للحق ورحمة الخلق .






كما تحدث معاليه عن المحنة الكبرى التي واجهها عندما جاء القرار بدمج تعليم البنين بالبنات، حيث واجه غضباً وحملة ظالمة من بعض الخطباء فوق المنابر، قولهم: "أوكل الأمر لمن لا يؤتمن ولا تبرأ به ذمة .... واستعرض هذه المواقف :




ـ المواقف الذي تعرض له عندما كان يسير في جنازة صديق فبرز له رجل وقال له: "صاحب الجنازة التي تحملها سيدخل الجنة وأنت ستدخل النار"

ـ أكثر ما آذاه وأثر فيه : "المنهج الخفي، والمراد به أفكار وآراء وتصورات وتأويلات لنصوص شرعية يحملها بعض المعلمين ويبرمجون بها عقول الطلاب مما أدى إلى التصدعات الاجتماعية".

- انتقد بشدة عملية الضرب في المدارس لدرجة أنه طالب بطرد كل من كتب أو دعا إلى عودة الضرب إلى المدارس، لأنه "لا يصلح للتعليم" وانه لا يلجأ إلى الضرب إلا المعلم الفاشل، فالطالب لا يمكن أن يتعلم من إنسان لا يحترمه . و إتهامه بأنه أخّر التعليم بسب منعه الضرب، واعتبر هذا الكلام "كلام معتوه"

ـ تناول قضية إدخال مادة اللغة الإنجليزية للمرحلة الابتدائية مشيراً إلى أنهم وصلوا لقناعة بعد دراسات وتشكيل لجنة أن تدريسها في المرحلة الابتدائية لا يؤثر على اللغة الأم، وأن الطالب يكون أكثر إدراكاً في هذه المرحلة، ووجدت اللجنة أن معظم ما يعانيه الطلاب من ضعف اللغة الإنجليزية هو بسبب التعليم المتأخر لها، وبعد أن أقرت من المقام السامي تدفقت البرقيات ضده وانطلق الشتم عليه، ثم تنازل ليكون تدريسها في الصف الرابع ثم الصف الخامس وحتى وصل لتدريسه في الصف السادس.

- أشار للمذكرة التي أعدها وعرضها على الشيخ عبدالعزيز بن باز (رحمه الله) حول التعليم، وقرأ مقتطفات منها .. وأكد للشيخ أن كل إصلاح في مواد الدين لن يمس القدر الذي أعطي لمواد الدين، ولكن يحدد في محتوى المادة العلمية. فعلى سبيل المثال ثاني متوسط، الاسترسال في باب الزكاة التي أصبحت عند الكثيرين ألغازاً، ويتضح ذلك عندما يُفرد بابٌ خاص في ثاني متوسط في أمور قد لا يحتاج لها الطالب في هذا الوقت، وأهم ما ورد في المذكرة أن الهدف الرئيسي من التعليم الإسهام مع وسائل التربية في إعداد الإنسان الصالح والمواطن الصالح المؤمن بربه المطيع له، والمواطن الصالح الذي يعرف حق أولي الأمر والوطن عليه، ويعتز بالانتماء إليه، ويدرك أن هذا الوطن بقدر ما يتسع له يتسع لإخوانه من المواطنين، وأن لهم حقوقهم وعليهم واجباتهم، وأكد للشيخ ابن باز في المذكرة أن الغاية العامة للدراسة تعليم الطالب الأحكام والمعارف الدينية الضرورية لتتيح له أن يكوّن فكرة عامة عنها وعن غيرها من المعارف الإسلامية ويبحث عنها فيما بعد عند العلماء، ويكوّن المعارف التي لا يسع المسلم الجهل بها ، وان الشيخ رشح له ثلاثة من المشايخ ليساعدوه في تحقيق ما ورد في مذكرته وعندما اتصل بهم اعتذروا لصعوبة المهمة كما يقولون وخشية اتهامهم بالانحراف.

- ركز كثيرا على أن كل معلومة نتعلمها ولا نطبقها تصبح عديمة الجدوى، فالخلل الأول في تعليمنا أن كثيراً من المعلومات لا تستخدم، وأن مأساة التعليم تكمن في الحفظ والترديد، مؤكداً أهمية أن يؤثر التعليم في كل من يتعلم.


المداخلات









أول المداخلات كانت من سعادة المحافظ الذي شكر معالي الوزير وثمـّن حضوره لينبع وأثنى على محاضرته القيمة وتجربته الثرية التي لخص فيها خبرة السنوات ودقائق المسؤوليات وسال عن ظاهرة انتشار التعليم الأهلي وعما يكتنفه من أهداف تنحو به إلى التجارة والكسب المادي حتى أنه تتردد مقول: ( ادفع الرسوم وخذ النتيجة) فأجاب معالي الوزير بأن هذه الظاهرة تعتبر سلبية من سلبيات أخرى يشهدها التعليم عامة وسببها عدم الأخذ بالضوابط المنظمة لمثل هذه الأمور .

ومن المداخلات اللافتة كانت مداخلة فضيلة الشيخ / عبد الرحمن الصعب رئيس محكمة ينبع الذي داعب معالي الوزير باعتباره ثالث ضيف يحضر للملتقى من المتقاعدين . ثم سأله عن الشائع في تولي المناصب القيادية بحيث يتم تغيير منهج العمل وربط سياسة الإدارات القيادية بالأشخاص والأفراد ..فرد الوزير على الفقرة الثانية من السؤال بأن هذا خطأ يرتكبه بعض المسؤولين ؛ثم عرج على بعض مشكلاتنا التعليمية التي تنتاب مجتمعنا أنهم لا يتركون المسؤول المتخصص يعمل بما يراه مناسبا ويتدخلون حتى في أمور لا يفهمونها وينتقدون أشياء ليست من اختصاصهم ..أما عن الفقرة الأولى من مداخلة الشيخ الصعب الخاصة بضيوف الملتقى المتقاعدين فقد توقف عندها الدكتور الرشيد متسائلا ومتجهما ؛ مما دعا بالشيخ الصعب أن يعلق تعليقا وافيا وكافيا ليجلي الحقيقة ويثني على أعمال الدكتور الرشيد مستشهدا بسيرته وطول تجربته التي أثرت اللقاء ، وقال بصريح العبارة بأنه سعيد جدا بأن حضر هذا اللقاء وقد قطع بعض التزاماته ليستفيد من تجارب معالي الوزير ولولا الحياء لأخرج ورقة وكتب فيها النقاط التي سردها المحاضرلأنها تستحق أن يحتفظ بها الإنسان لنفسه ؛؛ فكان لتعقيب الشيخ الصعب أثره الواضح في نفسية الضيف وتفهمه للمقصود من التعليقات فكانت هذه الفقرة مليئة باللطف والتودد والمداعبات الجميلة .

أيضا هناك مداخلة للأستاذ/ سعد الزمعي عن بعض ما وجده من قصص جميلة في بعض مؤلفات الوزير ، وكذلك مداخلة للدكتور/ عبد الكريم العلوني عن السر الذي يلازم الوزير الرشيد في نجاحاته المتعددة ، وتميزه واحتوائه للعاملين معه بروح الفريق الواحد ..وعلق الوزير أن السر يكمن في اللمسات الإنسانية التي يستخدمها المسؤول مع الآخرين فهي الحافز لكل إنتاج جيد وهي الرصيد الذي لا ينضب .

وفي معرض حديثه ورده على بعض المداخلات ذكر معالي الوزير بعض القصص التي روجها الإعلام عندما كان وزيرا للتربية والتعليم ومنها ما زعموه أنني ضد مناهج التربية الإسلامية، وأنني أسعى لتحجيمها ومن ذلك خبر مصوّر نُشر في إحدى الصحف يقول بأنني ضد التعليم التلقيني، فيم كنت ممسكا بالقرآن الكريم..

وهذا الزعم أصابني بضرر وألب المجتمع ضدي ، فقد ثارت ثائرة الناس وبدؤوا يهاجمونني ولم يكلف أحد نفسه بالتثبّت، والحقيقـة: أن الصحيفـة أخذت كلامي عن منهج التلقين في بعض المواد وأنه لا يفيد بدون فهم وقطعوه عن سياقه ووضعوه تحت صورة التقطت في مكان آخر وزمان آخر ، حيث أمسكت بالقرآن الكريم أبيّن لوفد من وكالـة الأسيوشيتدبرس زارني في منزلي عقب الهجمة التي تعرضت لها المملكة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أبيّن لهم أن الإسلام يحض على السماحة وعدم العدوان وقرأت لهم آيات مثل قوله تعالي ) لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم..) وغيرها من الآيات الكريمـة، وهذا الموقف حصل في وجود خمسـة من المسؤولين في الوزارة . وهناك مواقف أخرى وشواهد تدل على أننا نحتاج إلى أن نشعر بمسؤوليـة الكلمـة، سواء على مستوى الإعلام أم خطب الجمعـة وفي حياتنا العامـة ومنتدياتنا الخاصـة.[/dci]