بالأمس كانت فرحتنا باليوم الوطني لبلادنا الغالية ، وهذه الذكرى تمر علينا كل عام لتذكرنا بأمجادنا ، وتفتح أمام أعيننا صفحات بيضاء من تاريخنا العريق ...
غير أن ما حدث بالأمس من تجاوزات ومهاترات حدثت من بعض الشباب في حي الصريف يندى له الجبين ويجعلنا نتباكى على شباب اليوم رجال الغد .. حيث أن ما رأيناه من تقاليع لا تمت للوطن بصلة بل وتنبهنا إلى مستقبل لا نرضاه لبلادنا ، فهل توقف حركة المرور وتعطيل مصالح الناس في مثل هذه الأيام ، وتنطع الشباب وتسكعهم في الشوارع ، واستخدام السيارات وأبواق السيارات ، والممارسات الصبيانية والهمجية ، كل ذلك يُعد من احتفالات اليوم الوطني .. أي احتفالات ؟ إن اليوم الوطني يذكرنا بالرجال ومواقف الرجال .. فما بال رجال اليوم الذين يُشار إليهم بأنهم آباء .. ما بالهم يتركون أبناءهم دون قيد أو توجيه .. لقد افتقد الأبناء من يوجههم أو يؤدبهم ، لا بل إنني أظن أن الآباء هم الأولى بأن يتعلموا ويتربوا من جديد .. هذا إن كانوا قد تربوا من قبل .. فلو أن هناك أبًا واحدًا من آباء هؤلاء المنحرفين قد امتدت يده لابنه بالتوجيه أو التربية ما رأينا ما رأيناه بالأمس .. أليس لهؤلاء آباء ؟! وأين هم من أبنائهم ؟ أم أن سطوة البعض منهم كانت فقط علينا نحن ونحن طلاب بالمدارس حيث كان من هؤلاء الآباء معلمون في مدارسنا ، وأنا ممن تعلموا على يد هؤلاء ..واليوم للأسف الشديد أجد أبناءهم وقد انغمسوا في براثن التقليد الأعمى للمدخلات الغريبة على بلادنا .. فهلا ربينا هؤلاء الآباء قبل أن نربي الأبناء .. ويا حسرة على الآباء .. ويا ألف حسرة على الأبناء.