مريم توفي زوجها في حادث مروري ولحقت به بعد عام تاركة طفلين

منى الغامدي - ينبع

كانت المأساة مفزعة.. ومن هولها هزت الوسط التعليمي في ينبع صباح أمس السبت فالأمر خطير وبشع.. خمس معلمات لقين مصرعهن تحت عجلات شاحنة محملة بالحطب على الطريق الرابط بين ينبع البحر وينبع النخل أثناء توجههن إلى مدرستهن في مركز القراصة.

وقد حملت هذه الحادثة في طياتها العديد من القصص الإنسانية التي كان أثرها واضحا على محيا الجميع خصوصا أقرباء المعلمات وفي إدارة التعليم فطريقة وفاتهن المؤلمة والمفجعة والمكانة المميزة التي تحظى بها المعلمات في مدرستهن والحادث الذي وقع في ساعات الصباح الأولى بين مركز النقعلي والمثلث في اتجاه مركز القراصة.. كل هذه الأمور تركت آثارا حزينة على وجوه الجميع.

وقع الحادث بعد أن انحرف سائق المعلمات عادل محمد سراج (باكستاني الجنسية) عن الطريق بسيارته (جمس موديل 97 كحلية اللون) ليواجه شاحنة محملة بالحطب يقودها أحد المواطنين واصطدم بها لينتج عن ذلك حريق التهم المعلمات وسائقهن رغم محاولات سائق الشاحنة إنقاذهم والتي كانت شبه مستحيلة وهو يسمع ومن وقف معه على الطريق أنينا وصرخات مدوية من المعلمات اخترقت أسماعهم وجعلتهم مذهولين حد الصدمة والفجيعة تحول بعدها المشهد إلى حريق ضخم يشاهده الجميع والدموع تنهمر لكنها لم تستطع أطفاء النيران.

مريم أم لطفلين يتيمي الأب

مريم عبدالعزيز السناني توفيت هي وشقيقتها (وضحى) في الحادث وهي أم لطلفلين أصغرهما يبلغ من العمر سنة واحدة وكان زوجها قد توفي هو الآخر في حادث مروري على طريق الرياض قبل عام واحد فقط من وفاتها ليصبح الطفلان يتيمي الأب والأم لا يعرف أحد مصيرهما وماذا سيحدث لهما خصوصا وانها المعيل الوحيد لهما بعد وفاة والدهما.

خلود لم ترَ مدستها الجديدة

أما خلود أحمد الرفاعي فقد صدر قرار بنقلها الاربعاء الماضي من مدرسة ترعة إلى مدرسة القراصة وكانت في طريقها للمباشرة في أول يوم عمل لها في المدرسة وكانت قد ودعت زميلاتها في مدرستها السابقة وداعا يعد الوادع الأخير لتلقى حتفها قبل أن تباشر عملها في مدرستها الجديدة وهي حامل في شهرها الثاني.

وضحى شقيقة مريم

(وضحى) هي شقيقة (مريم) الصغرى والمقربة منها وإرادة الله جمعت بين الأختين في الحياة وفي الموت.

القدر ينقذ (ابتسام وهنية)

شاءت العناية الالهية أن تنقذ (ابتسام الغامدي) المعلمة في نفس المدرسة من المصير المأساوي.. فأمس فقط بدأت الإجازة التي حصلت عليها لرعاية مولودها، وكانت تنوي الذهاب إلى المدرسة مع زميلاتها لتسليم المعلمة البديلة لها (خلود) عهدتها ولكن زوجها رفض وأنقذها من الموت حيث أصر على عدم ذهابها في هذا اليوم بالذات. وطالبها بتأجيل ذلك لليوم التالي. مما دعا ابتسام لمهاتفة زميلاتها صباحا وإخبارهن بانها لن تذهب معهن.

(تهاني) توفي عمها قبل أيام

أما (تهاني) فهي معلمة تسكن عائلتها في جدة وكان يرافقها (عمها) خلال سكنها في ينبع في حي (الجابرية)، وتوفي العم قبل أيام قليلة من وفاتها هي الأخرى في نفس الحادثة.

(هنية) أنقذها الغياب

كان من المقرر أن ترافق المعلمات في رحلتهن الأخيرة زميلتهن (هنية السناني) ولكن غيابها لدواعٍ مرضية أنقذها من نفس المصير.

سائق (الشاحنة) مريض بالقلب

سائق الشاحنة (عايد علي الغامدي) اتضح أنه مريض بالقلب وعلى إثر الحادثة تم تنويمه في المستشفى لاحتمال إصابته بأزمة قلبية.

سائق (المعلمات)

أما سائق المعلمات عادل محمد سراج (باكستاني الجنسية) فقد ضاعت ملامحه إثر الحادثة.