نعم أتسائل هل بلدية ينبع النخل تغتال آخر رمق من حياة وتاريخ ينبع النخل العظيم .الإهمال وخدمة قرى السويق شاهد ملموس نعيشه نحن أبناء هذه القرية .فمشاريع بلديتنا غير عادلة ونصيب هذه القرية وما تحتاج من خدمة .أسوة في باقي قرى ينبع النخل المحدثة (والتي نشأة مع بداية افتتاح الطريق المسفلت بين ينبع النخل وينبع البحر ) .ولكن لاضرر من الإهمال ان كان جل ماتقدمه البلدية من خدمات يقتصر على افتتاح الشوارع ورصفها .وقرية السويق قرية تاريخية وذات أثار تعد كنزا من كنوز السياحة ان أُحسن استخدام الموجود منها.وقد أجد لبلدية ينبع النخل العذر وعدم تقديم خدمة تواكب تلك القرية لعدم علم وكيفية التعامل مع الآثار وصيانتها وكل مالدى البلدية الهدم ونقل المخلفات . ولكن ما نرجوه أن لأتكون معول هدم والقضاء على ماتبقى من اثر ذلك الماضي البعيد . فمثلا تعمل البلدية على انشاء شارع أسفل سفح جبل الجار ملاصق للحارة من الغرب وهذا الشارع يشكل خطرا كبير على سكان هذه القرية في حالة الأمطار .بالإضافة لانتهاكها حقوق وأملاك أهل القرية بغير وجه حق بحجة عدم وجود صك استحكام للأراضي المنزوعة للشارع .وهنا تتضح ضحالة مالدى البلدية من معلومات عن كيفية التعامل مع املاك وحقوق هذه القرية .وكل ما لديها وتعده مرجعية هو الرفع المساحي الذي عمل منذ سنوات قريبة وهذا لايعتبر مصدر تشريع وحقوق الناس .
علما انه في إمكان بلدية ينبع النخل خدمة هذه القرية بعيدا عن الهدم والإزالة .وعلى سبيل المثال لا الحصر إنارة شوارع وأزقة القرية الأثرية . إصلاح السوق القديم وتهيئته لكي يكون مكان للمهرجانات الموسمية بدلا من قصرها على القرى المحيطة في مقر البلدية .
وإنني أدعو عبر هذا المقال الهيئة العامة للسياحة والآثار وبلدية ينبع النخل للتعاون معنا وجعل قرية السويق قرية تراثية حيث جل مقومات التأسيس متوفرة ,وانا على استعداد في تقديم كل ماعندي من دراسة قمت بها منذ سنوات تختص هذه القرية وتحمل مسمى (القرية التراثية ) وقد توفر لي الكم الكثير من المعلومات بحكم إنني ابن هذه القرية وكذلك ابن رئيسها الشريف احمد بن جابر العياشي رحمه الله والذي بذل الكثير والكثير خدمة لها ولأهلها فقد ساهم في طلب افتتاح بعض المرافق الحيوية ذلك الوقت والتي كان لها المردود الايجابي وتوطين البادية والذي كان من أهداف دولتنا وحكومتنا الرشيدة في بداية تأسيس وطننا الحبيب اذ كان معظم سكان الجزيرة هم من البادية (مدرسة السويق الابتدائية عام 1371هـ - مستوصف السويق 1375هـ الجامع الكبير 1384هـ شبكة المياه 1394هـ ) .
وللقارئ أقدم بعض السطور وتاريخ هذه القرية.
قرية السويق أعجزت مؤرخ العصور القديمة و إثبات تاريخ نشأتها .وجل ما دونه المؤرخين يؤكد وجود هذه القرية قبل الإسلام يقول البشاري (المتوفى سنة380 هـ) ينبع كبيرة جلية حصينة الجدار غزيرة الماء أعمر من يثرب وأكثر نخيلاً حسنة الحصن حارة السوق وعامة من يتسوق بالمدينة في الموسم منها لها بابان .
السوق الذي به تسمت مازال على قيد الحياة .والحصن مازال يطوق خاصرة الجبل المطل على الحارة (حارة الجار) فجدار ذلك الحصن وهندسته العجيبة خاصة في درء مياه الامطار وتحويلها عن المنازل والدور التي في سفحه فكانت في أمن وآمان وأخطار السيول وتصريفها في أسلوب يعد نموذج لطلاب البحث وتطوير المدن وسلامة اهلها من الكوارث الطبيعية .
البابان مازال مكانهما معروف فالباب الرئيس لدخول القرية يسمى باب ( الرد) من غربها وباب الصفا كان مدخل القرية من شرقها. شاهدت الجزء الذي بقي من باب الرد قبل ان تتم ازالته في عام (1393هـ ) على ما أذكر وافتتاح الطريق المسفلت بين ينبع النخل والبحر.
المؤرخ المسلم أبو الفضل جمال الدين ابن منظور (المتوفى سنة711 هـ) : و ينبع موضع بين مكة والمدينة , وهي قرية كبيرة بها حصن على سبع مراحل من المدينة من جهة البحر.
قرية السويق هي جل تاريخ ينبع النخل المحفوظ نشاهده الان أثرا ملموس .المنازل الحجرية ذات طابع معماري خاص والتي قد لاتجد مثيل لها في منطقنا .يوجد بها أكثر من سبعة مقابر وهذا يؤكد الكثافة السكانية بهذه القرية خاصة ان مساحات تلك المقابر كبيرة وواسعة. يوجد بهذه القرية أكثر من اثنا عشر مسجدا تم تجديد بناء اثنان او ثلاثة منها.
الشريف عبدالاله بن احمد العياشي
باحث ومؤرخ - بكالوريوس جامعة الملك عبدالعزيز قسم تاريخ 1409هـ
المفضلات