بيت لإبن الرومي يقول فيه :
وحبب أوطان الرجال إليهم ُ .... مآرابُ قضاها الشباب هنالكَ
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهمُ .... أيام الصبا فيها فحنو لذلك َ
كلمات رائعة لكنها مؤلمهـ
تشم بها رائحة ماضيــــــــــك
فكأنها تعيد الزمن إليك بطقوسه بسويعاته بذكرياته
بأناس قاسموك يوما كل شيء حتى أنفاسك
وأماكـــــــــــن تمر بها
فترى بها ملامح طفولتك
تلمح بها رفاقك الذين كبروا تنقب عن آثار براءتك عليها
تتبع خطوات شقاوتك على أرضها وتبتسم بمرارة
وتردد ((ليتنا لم نكبر))
وأماكـــــــــــن تمر بها
فتفتح لك دفاترك المغلقة
تستعرض امامك صفحاتك القديمة
تعيد إليك ما ألقيت به في خزانه الذاكرة معتمدا
وتمنيت مع زحمه الأيام ان تنساه وتعلقت بطوق النسيان في بحر
الحياه كالغريق ولم تنسه
وأماكـــــــــــن تمر بها
فتكشف لك جرحك المستور
ويعتري أمامك جسد الذكرى المغطى برداء النسيــــــــــان
وتأتي اليك بأرواح لوحت لها يوما مودعا
ولوحت لك باكيـــــــــــــه
وأماكـــــــــــن تمر بها
فتطفئ صفحاتك البيضـــــــــــاء
التي تفننت في زخرفتها وتنقيتها
وتستعرض امامك صفحات سوداء
تفننت في الهروب منها..وحاولت جاهدا مسحها من ذاكرة تاريخك
متناسيا ان ذاكرة الأماكن لا تنسى أبدا
وأماكـــــــــــن تمر بها
فتناديك طرقاتها فيخيل إليك إنك تسمع أصوات
أصحابها الذين كانوا
تلتفت حولك وخلفك مرتعبا
فلا تلمح سوى بقايا تنبض بروح الأمس
وكأنهم ما كانوا
وأماكـــــــــــن تمر بها
فتتمنى أن تختفـــــي من فوق الأرض وان يتم مسح تضاريســـــها
تماما فعليها فقدت الكثير من نفسك
وعليها نحرت الكثير من قيمك
وعليها كانت البشاعة عنوان لـ إنسانيتك
وعليها كنت أنت ليس أنت
وأماكـــــــــــن تمر بها
فتغمض عينيك أمامها ألما
فهذه الأماكـــــــــــــــــن كانت يوما تعني لك الكثير
احتوت أحلامك في مهدها كالأم
وربتت على حزن أيامك كالوطن
وسترت مشاعرك
ومنحتك الفرح والأمان بلا حـــــــدود
وأماكـــــــــــن تمر بها
فينحرك المرور بها نحرا
فهنا كنت أجمــــــــــل
هنا كنت أصغـــــــــــر
هنا كنت أنقـــــــــــــى
هنا كنت أصــــــــــدق
وهنا كنت أطهـــــــــر
فتعود منها محملا بكل الأشيـــــــــــــاء
إلا نفســــــــــــــك
تحياتي لكم.
المفضلات