{وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.
بالامس فقدت صديق العمر كما يقال نعم منذ عرفته بعد عيد فطر عام 1399هـ ونحن على صلة وتواصل .تقاسمنا اللقمة والدمعة والبسمة .كان السن متقارب فجميعنا في أوائل العقد الثاني تزاملنا في فرع وزارة التجارة اكثر من ثلاث سنوات استقلت وبقينا أصدقاء يجمعنا منزل واحد .طلوعنا وسهرتنا وجمعتنا لابد ان نكون معا . الله ما اجمل تلك الايام من ذكرياتها انا كتبنا وخططنا للمستقبل . لم نتفرق إلا عند زواجي عام 1403هـ وهو انتقل للعمل في فرع وزارة التجارة في المدينة .
تزوج ورزق من البنات والأبناء الخير بارك الله فيهم وحفظهم من كل مكروه .بدئت معاناته مع المرض منذ بداية التسعينات الميلادية .أجرى أكثر من عملية جراحية في القلب .ذلك القلب الطيب والحنون رحمه الله ومع كل معاناته كان كما عرفته صاحب القفشة والنكته التي لايكاد يفهمها او يضحك منها احد غيرنا لاننا نحسن فهم وفك الشفرة المغلفة ,الله اكبر كم في هذا الرجل من وفاء وصدق ,قبل وفاته في أيام هاتفني وقال في لكنته المعروفة والمألوفة مني (يارجل اش ساير.. طولت ما جيتنا عسى خير ) ويقصد مرور فترة شهر او يزيد عن زيارتي للمدينة المنورة حيث يقيم فقلت له مازحا . (انا ما يجيبني لكم غير مناسبة زواج او وفاه ) فرد وهو يقهقه يارجل قول خير .... سبحان الله وتكون زيارتي لحضور الصلاة عليه في المسجد النبوي الشريف فجر الاحد قبل الماضي ودفنه في بقيع الغرقد .
ذلك الاخ والصاحب والحبيب :فيصل بن مساعد الاحمدي .رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جنانه يشهد الله انني فقد الصديق الصادق والاخ المخلص ولعلي استعير ما قاله الرافعي (“ولكن الصديق هو الذي إذا حضر رأيت كيف تظهر لك نفسك لتتأمل فيها وإذا غاب أحسست أن جزءا منك ليس فيك ، وإذا مات .. يومئذ لا تقول : إنه مات لك ميت ، بل مات فيك ميت ، ذلك هو الصديق )وصدق والله .
اسأل الله العلي القدير أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جنانه وارفع لإخوانه سعد وطلال أبناء مساعد بن سعيد الاحمدي وكذلك الأخ خالد صالح الاحمدي (ابو ريان) . والى الابن تركي بن فيصل الاحمدي واخوانه احر التعازي واصدق المواساة.... انا لله وانا اليه راجعون
المفضلات