رحلة مدرسية ...بل رحلة القرن

في يوم كنت ابحث عن معلومة في بعض من أوراقي الكثيرة فوجدت إثناء البحث قصاصة كتب عليها شئ من حديث الذكريات . تعود للعام 1396هـ وهي رحلة لطلاب متوسطة سهيل ببن عمرو وثانوية الحسن بن الهيثم بينبع البحر الى المنطقة الشرقية .
الفريد في هذه الرحلة : إنها أول رحلة طلابية من مدارس ينبع تسافر عبر الطائرة الى مطار الظهران الدولي .
قصة الرحلة :
كنت احد طلاب ثانوية الحسن بن الهيثم بينبع الصف الاول ,وهي الثانوية الوحيدة .كانت ينبع تلك الفترة مازالت البلد البسيط والشوارع المسفلتة لاتكاد تصل خمسة شوارع ,لا مطار ولاخلافه فقط كان مهبط ترابي لطائرات وزارة الدفاع والطيران .
على ماأذكر في تلك الفترة تم البدء في ترسيم حدود الهيئة الملكية حيث تم زرع لوحات كتب عليها الهيئة الملكية في مواقع المدينة الصناعية الان.
المتوسطة الوحيدة ايضا متوسطة سهيل بن عمرو .
مدير المتوسطة والثانوية تلك الفترة الاستاذ : عثمان هوساوي .
تم الاعلان عن الرحلة وكان حدث كبير في ذاك الوقت :
رحلة لطلاب متوسطة سهيل وثانوية الحسن السفر للمنطقة الشرقية عبر طائرات (السلاح ) من ينبع الى مطار الظهران للقيام بجولة للمنشأت الصناعية ارامكو والاحساء لمشاهدت الري والصرف وكذلك زيارة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والتي كان اسمها سابقا(كلية البترول والمعادن بالظهران .وحدد السقف الاعلى للتسجيل وتاريخ الاقفال ..وترك امر المشاركة للطلاب انفسهم .
وفي صباح السبت 26ربيع الثاني 1396هـ تم حضور جميع الطلاب المشاركين في هذه الرحلة في مقر متوسطة سهيل بن عمرو ومنها انطلقنا تجاه موقع المطار الان حيث صعدنا لطائرات السلاح ,يكاد معظم المشاركين من طلاب الثانوية والمتوسطة لأول مرة يركب طائرة في حياته . المهم الطائرة عبارة عن مقاعد اشرطة والكل يعرفها الان .كان الاستاذ عثمان يجلس بجانب قائد الطائرة في كبينة القيادة ,قمنا في جولة في كبينة القيادة حيث مر عليها معظم الطلاب وذلك اثناء الرحلة .وكان الطيار ومساعدة ضباط واخذو يشرحون لنا مهام اللمبات والعدادات التي يستخدمها , وبعفوية الطالب كنا نبحث عن (الدركسون ) .
وصلنا مطار الظهران بعد قرابة ساعتين ونصف او تزيد وكان في استقبالنا حافلة ومدير ثانوية الدمام وبعض من المدرسين .وكانت كلمات مدير الثانوية (وعلى ما أظن انه زميل للاستاذ عثمان ) ابوية ومعبرة .تمت اقامتنا خمسة ايام في بيت شباب الدمام .ووزع جدول عمل الرحلة حيث زرنا :كلية البترول والمعادن – ارامكو المقر الرئيس بالظهران .مصفاة بقيق . راس تنورة – الاحساء .جبل قارة . الخبر (وكانت تحفة من حيث التنظيم والمحلات والمطاعم ) الدمام .علما إن الجولة تأخذ يوما .
مما أذكره في حفل استقبال شركة ارامكو دخلنا صالة الاستقبال وتم عرض فيلم سينمائي عن شركة الزيت .وتحدث احد المهندسين على المسرح قائلا : انتم من ينبع وغدا سوف تصبح ينبع مثل الشرقية أو أكثر .سوف يتم انشاء مدينة صناعية ستكونون انتم من يشهد هذه الانطلاقة .(طبعا كنا نتندر بهذا القول ) .
عدنا الى ينبع الخميس 2ربيع الثاني 1396هـ .
من الزملاء المشاركين بهذه الرحلة الذين اتذكرهم
عبدالجليل حامد خلاف – عبدالغني خلاف – محمد كرسوم – صالح قليل – ثانوية .محمد الصيادي – احمد الطباخ متوسط .
الخلاصة :
كنت ومازلت احمل للمربي الفاضل والاستاذ القدير :عثمان هوساوي الكثير من التقدير والاحترام مدير المرسة .نظرة هذا الاستاذ للمستقبل كبيرة جدا حيث كانت ينبع على مشارف دخول العالمية وبدء مشروع الهيئة وافضل من يتقبل درس المستقبل هو الطالب الذي سوف يصبح غدا هو رجل هذه المدينة المستقبلية .
وهذا ماكان حيث معظم طلاب تلك المرحلة هم موظفي مصانع وادارات مدينة ينبع الصناعية .
كان هذا المدير طيلة ايام الرحلة الاب كما يجب إن يكون الاب ,لم اذكر إن فات على الطلاب فرض من الفروض الخمسة طيلة ايام الرحلة حيث كان الويل لاي طالب لايحضر الصلاة جماعة .بل وصل به الحال ان تحضر الاسماء بعد كل فريضة , لاأنسى كلماته (انتم الان في رقبتي مسئول عنكم امام الله لن ارحم طالب لايحضر اداء الصلاة ).
عندما اتذكر تلك الرحلة ومدى مايتوفر لهذا المدير من إمكانيات حيث كانت مدارس ينبع تتبع ادارة التعليم بمنطقة المدينة المنورة أقول استطاع هذا الرجل تحقيق معجزة (وقيام هذه الرحلة) في تلك الحقبة القليلة الإمكانيات .
كم نحن في حاجة اليوم لمثل هولاء الرواد .



ملاحظة :ارجو العذر ان حدث خطأ غير مقصود فمعظم المعلومات من الذاكرة .