علي سعد الموسى
وصلوا اليوم إلى محتويات المساجد: أقصد عصابات النهب والسرقة التي لم تتورع حتى عن تشليح الصنابير وإكسسوارات دورات المياه، ناهيك عن الأسلاك والإضاءة والمكيفات. يشتكي صاحبنا مؤذن المسجد من أن جهاز الميكرفون فوق المنبر أصبح أثراً بعد عين.
السؤال: من هو الذي سيشتري من هؤلاء ميكرفون المسجد أم إنهم سيتبرعون به لإكمال مسجد آخر في دكا أو تشاد؟
هنا نماذج: صاحبنا الآخر يشتكي اليوم من سرقة سيارته الثانية خلال أقل من عام وسارق سيارتيه، بكل تأكيد، لن يذرع بهما شوارع المدن جهاراً نهاراً وهنا سنعيد تكرار السؤال: من هو الذي سيشتري سيارة مسروقة أم إن هؤلاء سيتبرعون بها وقفاً خيرياً لجمعية أطفال في اليمن والشيشان؟ رحم الله زمن السرقة الاستهلاكية التي كان بها السارق يسرق ليأكل. صاحبنا الثالث، وجد سيارته بعد شهور في فلاة مهجورة على أطراف الصحراء. وجدها رسماً أثرياً بعد أن نقلت قطعة بعد أخرى إلى مبيعات التشليح، شكراً لرقم - الشاسيه - المسجل بالاستمارة.
صاحبي الجميل قينان الغامدي دخل في مفاوضات شاقة مع سارق الجوال ودفع له ألفي ريال - بالكاش - طمعاً منه في الاحتفاظ بخزينة الأرقام ثم تقابلا - قينان والسارق - في مكان مفتوح مكشوف. دفع صاحبي القيمة كاملة باليمين ومد له السارق بالشريحة وحدها قائلاً: لقد حملت عليها كل الأرقام.
صديق البعثة الدراسية ورفيق الغربة يذكر لي قصة مدهشة مع اللصوص: دخلوا منزله حين تأكدوا أنه مع العائلة في مدينة أخرى. تخيلوا: اتصلوا به على جواله من هاتف المنزل وطلبوا منه أن يدلهم على شيء ثمين يستحق العناء وإلا عاثوا فساداً بكل شيء في البيت. دلهم صاحبي على المخبأ حيث بعض مقتنيات المرأة. الجميل في اتجاهات السرقة أن السارق والمسروق باتا في حميمية بفضل الجرأة.. كانت أدبياتنا تقول إن السارق جبان خائف رعوب. أقسم لكم أنني دخلت ذات مرة منزل صاحبي المسروق بعد سويعة من عودته للمنزل واكتشاف الأمر. وجدنا - صحن الكبسة - على الأرض: حوله قناني المشروب الغازي وبعض أعقاب السجائر. الجميل في الوجه الآخر من اتجاهات السرقة أن السارق لم يعد وجلاً مستعجلاً بل صار يأخذ وقته كاملاً. صار يتصل بنا ويفاوض على الثمين أو إعدام المفروشات. صار يرد على اتصالاتنا كي يعيد لنا جهاز الجوال، صار يأكل الكبسة بعد أن اشتراها صاحبه من المطعم المجاور وجلبها لذات المنزل وصار فوقها يكمل مشروبه وسيجارته، لكم أن تكملوا بقية المقال فكل واحد منكم أجزم أن له قصة.


الأربعاء 2 ربيع الأول 1428هـ الموافق 21 مارس 2007م العدد (2364) السنة السابعة

تعليق

عندما سرق منزلي قبل ثلاث سنوات وجدت اللصوص قد تناولوا وجبة عشاء مكونة من جبن وزيتون ولبن السيرة الذي لم يدخل بيتي منذ ذلك التاريخ .. وكانت أعقاب السجائر مطفآة في الموكيت وبعضها تركت حتى انطفأت تلقائيا
وما زالت الشرطة لم تعثر على السارق