بحكم عملي ألتقي باستمرار بالعمالة المشغلة للمحلات التجارية وفي حالة وجود مخالفات أقوم باستدعاء صاحب المحل ، إلا أنني افاجاء بأن بعض أصحاب المحلات ليس لديه علم بنوعية المخالفة المحررة على المحل حتى أنهم لم يروا إشعار المخالفة المسلم للعامل مما يدل على أنه قام بالمراجعة بمجرد اتصال هاتفي من العامل !! .
و من ناحية أخرى أواجه بعض السعوديين الذين يشتكون من منافسة الأجانب في السوق حتى أن بغضهم يضطر إلى ترك هذا النشاط أو تأجير المحل للعامل و الاكتفاء بما يتفضل به العامل نهاية كل شهر .
وكنت أقول أيعقل أن استقدم عامل يكون في البداية جاهل بطبيعة العمل لا يفقه من العلم إلا ( سوي يا صديق ) وبعد مرور وقت قصير يصبح هو المتصرف في المحل و يشكل مع أبناء جنسه القوة الضاربة التي تتحكم بمجريات السوق وأسعار السلع وطرد التجار الأساسيين من السوق ، ويلاحظ أي شخص أن بعض الأسواق يتحكم بها جنس معين من الأجانب بشكل واضح و ما ذلك إلا بمساعدة السعوديين .
ولن أتكلم عن الأضرار الاقتصادية المترتبة على هذا الوضع على مستوى الفرد أو على مستوى الدولة . ولكن سوف ابدأ بسرد قصتي .
فمن يعرف حي السميري بالهيئة الملكية يعرف الممشى الموجود خلف الحي حيث اعتدت أنا و زوجتي و ابني البالغ أربع سنوات المواظبة على المشي في هذا الموقع ولقد لفت نظري كثرة أشجار اللوز ( اللوز الهندي ) وكنت باستمرار أراقب الشجر حتى موعد نضوج اللوز , فقررت في إحدى الأيام صنع خطاف و أعطيت ابني كيس لتجميع اللوز وذهبت و كلي تفاءل بجمع كمية كبيرة من اللوز و لكن حين وصلت إلى الموقع فوجئت بأن البنقالة قد ملئوا المكان و أصبح الحصول على لوزة واحدة يحتاج إلى بحث ومنافسة شديدة. و في هذه الأثناء رآني احد الأصدقاء وسخر مني وقال ( يا أخي ليه كل هذا التعب و تنزل نفسك مع البنقالة شوفهم يبيعوا الكيس بخمسة ريال عند المسجد) . لا أريد وصف حالتي عندما سمعت هذا الكلام فقد كان بمثابة جرس الإنذار في نفسي و قلب عندي جميع الموازين . وتردد سؤال في داخلي
هل اسلم بالأمر الواقع و أشتري من البنقالة أم أناضل من أجل لقمة ( اللوز ) . وما حال اقتصادنا ونحن نسرق من أرضنا و نقول لا توجد فرص عمل فإلى متى هذا السكوت عن حقنا في أرضنا ووطننا