مخيم الفقعلي: متابعة وتقرير - خالد الزايدي عدسة: فايز المطيري
أطفال العيص يعيشون يوماً استثنائياً في مخيم الفقعلي
الأطفال يلهون ببراءة أمام المخيمات
عاش أطفال العيص - أول من أمس - يوما استثنائيا في حياتهم بعد أن نزحوا برفقة أسرهم إلى مخيمات الإيواء في الفقعلي، ورصدت (الرياض) فرحتهم بالمكان الجديد الذي يشبه إلى حد كبير مخيمات النزهة التي تضرب أطنابها مع قدوم بشائر الربيع، لكن الفارق بين الصورتين الظروف القاسية التي جعلت رجال الدفاع المدني يجبرونهم على ترك مساكنهم بعد موجات متتابعة من الاهتزازات العنيفة التي قاربت 5 درجات ونصف على مقياس ريختر، حيث أسلم الأهالي أنفسهم إلى قضاء الله وأغمضوا أعينهم للكرى وهم يودعون يوما شاقا مع الإجلاء الجبري الذي فرضته الأزمة الطبيعية التي ما زالت تعصف بالمنطقة المستهدفة ببركان لا يعلم مداه إلا الله، وسط مخاوف أن تتأجج ثائرته بعد يوم هادئ مر بسلام لم تتجاوز الاهتزازات فيه ثلاث درجات ونصف .
وكشف الإخلاء معاناة الكثير ممن عاشوا على هامش الحياة وابتنوا بيوتا بسيطة في قراهم لتكون سترا لهم عن أنظار الناس، (الرياض) استمعت إلى عدد منهم، وكان العم جبارة جابر الجهني من سكان قرية رخو ببساطة ينقل معاناة الكثيرين فلم يكن ينتظر كغيره قدوم حافلات النقل بعد الفرز السريع، بل فضل خيار البقاء حتى انتهاء الأزمة في مخيمه، بعد أن سكن إلى جواره ابنه حامد، لتبقى الأسرة بأفرادها على تواصل تام برغم الظروف القاهرة، العم أكد أن أمله كبير بالله أن تمر الأيام سراعا وتنكشف الغمة ليعود إلى منزله، وقد حتمت ظروفه أن يذكر طرفا من ظروفه الصعبة التي تمثلت بعدم وجود دخل ثابت وازدياد تعداد أسرته، وتأثر منزله بالاهتزازات، وجوانب من ظروفه الصحية الملازمة لكبر السن وتحتاج متابعة مستمرة .
أما جمعة سعد الرفاعي فشاب في العشرينيات من عمره رزق بسبعة أطفال بينهم توائم نقلته حافلات الإخلاء إلى المخيمات لأنه لا يمتلك مركبة كغيره فانساق مع الأقدار ولم يحدد جهة ليذهب إليها فهي المرة الأولى التي يغادر فيها قريته، وقال إذا خيرت بين المدينة وينبع فسأترك الاختيار للحافلة التي أجد فيها مكانا، لأني لا أعرف شيئا عن المنطقتين ! وعلى نقيضه المواطن عواد دخيل الله السناني من سكان قرية طليحة الذي اتخذه قراره بعد أن أحكم إغلاق حقائبه، فالاتجاه - كما يقول - إلى المدينة المنورة لأن الذهاب إليها - والحديث له - منفعة دينية أجرها كبير وفرصة للدعاء والتضرع في المسجد النبوي بأن يحمي الله (العيص وأملج) من النازلة التي أقضت مضاجع الجميع، ولم ينس عواد أن يذكرنا بأن ظروفه القاسية وإعالته زوجتين وأربعة عشر ابنا لم تساعده على اقتناء مركبة تقوى على المسير مئات الكيلو مترات، لأن كل شيء داخل سيارته يحتاج إلى تبديل من إطارات وقطع غيار متعددة، لذلك فانتظار دوره في الحافلة هو الحل .
وانساقت ( الرياض) إلى معرفة مدى رضا قاطني المخيم عنه لتجد ألسنا تلهج بالدعاء للقيادة الحكيمة، التي هيأت موقع الإيواء لاستقبالهم وزودته بكافة الاحتياجات الضرورية، ولكن بعض الملاحظات التي لا يخلو منها عمل سردها عدد من اللاجئين للمخيم ومنهم بخيت الرفاعي ومحمد الجهني وعايد الرفاعي كإسكان المقيمين قرب مخيمات العوائل، وقلة دورات المياه وترديها الصحي، وعدم توفر أجهزة تكييف في كل المخيمات، وتأخر الإعاشة لاسيما وجبة الغداء التي لم توزع إلا في وقت متأخر عصرا، إضافة إلى حافلات النقل المتهالكة التابعة لبعض الجهات والتي برزت من داخلها القطع المعدنية بعد تمزق مقاعدها الجلدية فضلا عن تهشم زجاج بعضها وعدم توافر التكييف داخلها .
كما رصدت ( الرياض) قيام أفراد الدفاع المدني بتوزيع وجبتي الغداء والعشاء على العوائل في جو تملؤه المواطنة الحقة والانتماء الصادق للوطن حيث واصل بعضهم السهر لأكثر من 24 ساعة دون سأم أو تضجر، وقاوموا النوم حتى أجبرهم للاستسلام في أماكن عملهم لا سيما المكلفين بقيادة المركبات المختلفة من حافلات أو سيارات الإسعاف، ولكن أكثر ما يسترعي الانتباه وجود عدد كبير من الإسعافات التي لا يتواجد في مقصورتها من هو مؤهل للتعامل مع الحالات الطارئة، حيث لا أطباء أو ممرضين أو مسعفين - على أقل تقدير - سوى سائقي المركبات، فلم يتمكن أحد السائقين وهو يباشر حادثة من تقديم شيء سوء النقل للمراكز الصحية على مسافات بعيدة .
وفي أجواء المخيمات تنافست القنوات الفضائية لنقل صور مختلفة من جهات متعددة فتارة تطرح تساؤلاتها على مسؤول وأخرى تتحدث إلى مواطن، ليعيش العالم بأسره أحداث قرى صغيرة ترددت على أسماعهم كثيرا لم تكن لتذكر لولا الزلازل البركانية التي تضرب حرة الشاقة، كما نقلت الكاميرات استعدادات
كما رصدت ( الرياض) قيام أفراد الدفاع المدني بتوزيع وجبتي الغداء والعشاء على العوائل في جو تملؤه المواطنة الحقة والانتماء الصادق للوطن حيث واصل بعضهم السهر لأكثر من 24 ساعة دون سأم أو تضجر، وقاوموا النوم حتى أجبرهم للاستسلام في أماكن عملهم لا سيما المكلفين بقيادة المركبات المختلفة من حافلات أو سيارات الإسعاف، ولكن أكثر ما يسترعي الانتباه وجود عدد كبير من الإسعافات التي لا يتواجد في مقصورتها من هو مؤهل للتعامل مع الحالات الطارئة، حيث لا أطباء أو ممرضين أو مسعفين - على أقل تقدير - سوى سائقي المركبات، فلم يتمكن أحد السائقين وهو يباشر حادثة من تقديم شيء سوء النقل للمراكز الصحية على مسافات بعيدة .
وفي أجواء المخيمات تنافست القنوات الفضائية لنقل صور مختلفة من جهات متعددة فتارة تطرح تساؤلاتها على مسؤول وأخرى تتحدث إلى مواطن، ليعيش العالم بأسره أحداث قرى صغيرة ترددت على أسماعهم كثيرا لم تكن لتذكر لولا الزلازل البركانية التي تضرب حرة الشاقة، كما نقلت الكاميرات استعدادات
الدولة - حفظها الله - بكافة قطاعاتها لمقدمات الأزمة الطبيعية . وفي ذات السياق الإعلامي تنافست الجوالات الإخبارية في نقل الأحداث تباعا إلى مشتركيها بأرقام مختلفة لقوة الاهتزازات وفقا لاعتمادها على المراصد المختلفة في أمريكا وبريطانيا أو هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وكان لجوال (الرياض) بشهادة قائد مهمة العيص العقيد زهير سبيه المصداقية الأكبر في النقل والمتابعة لاعتمادها على مراسليها الميدانيين في توثيق الأخبار.
المفضلات