شعر حكيم للخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
-------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصيدة خالدة للخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ففي كل بيت منها هي حكمة في حد ذاتها لتُعلم من لم يتعلم من الدنيا وتختصر عليه الخبرات والمراحل العمرية .
[frame="1 98"]
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت = أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعـد المــوت يسكُنهـا = إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فـــإن بناهـا بخير طـاب مسكنُـه = وإن بناهــا بشر خــاب بانيـــها
أموالنا لــذوي الميراث نجمعُها = ودورنا لخــراب الدهــر نبنيـــها
أين الملوك التي كانت مسلطــنةً = حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قـــد بنيت = أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيــا وما فيــهـا = فالمـوت لا شـك يُفـنـيـنا ويُفنيــها
لكل نفس وان كانت على وجــلٍ = من المَنِـيـَّةِ آمالٌ تـقـويهـا
المرء يبسطها والدهر يقبضُهــا = والنفس تنشرها والموت يطويها
وإنما المكارم أخلاقٌ مطهـرةٌ = الـدين أولها والعـقل ثـانـيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها = والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها = والصبر تاسعها والليـن باقيها
والنفس تعلم أنى لا أصادقها = ولست ارشدُ إلا حين اعصيها
واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها = والجار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتــــها = والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسـل = والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفةً = تسبحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها = بركعةٍ في ظــلام الليـل يحييها
[/frame]
المفضلات