بين " شقراء وجازان " وينبع لا بواكي لها


كتب الأستاذ / سعيد الوهابي في عكاظ الالكترونية ما يلي :


خذوا العبارة التالية وغردوا بها في تويتر:


“عدد سكان جازان 1.5 مليون نسمة ولديهم جامعة واحدة، وعدد سكان شقراء 45 ألف نسمة ولديهم جامعة واحدة”


بحسب مصلحة الإحصاءات العامة فإن عدد سكان شقراء خلال هذا العام هو 45 ألف نسمة بينما عدد سكان القنفذة 300 ألف نسمة وعدد سكان صامطة 225 ألف نسمة، تتوقع أن التنمية يجب أن تكون عادلة ولكن ما يحدث في الواقع هو عكس هذا، بحسب ميزانية البلدية فإن معدل ما تصرفه وزارة الشؤون البلدية على إنسان شقراء هو 1333 ريالا بينما نصيب إنسان صامطة هو 440 ريالا، عدد الأسرة في مستشفى شقراء أضعاف عدد الأسرة لإنسان صامطة من حيث عدد السكان، يوجد في شقراء جامعة باسمها بلغت نفقاتها هذا العام مليار ريال، هذا يعني مزيدا من الوظائف والمميزات لسكان شقراء، في المقابل يعيش نصف مليون مواطن في صامطة والقنفذة بلا جامعة ولا مليار ريال ولا هم يحزنون، وزارة التجارة والصناعة اختارت شقراء كأحد المدن لبناء مدينة صناعية عبر برنامج مدن الحكومي بينما أساس التنمية في صامطة هو سوق الاثنين الذي يعقد منذ قرون.


ماذا لو وُلد طفل ما في شقراء وآخر في صامطة؟، مع هذا الفرق في الإنفاق الحكومي بين المدينتين ستختلف حياتهما بالطبع، إنسان شقراء يعيش في مدينة فيها حدائق ومستشفى جيد وحي نظيف ووالده تعلم في جامعة شقراء بينما إنسان صامطة يرعى الغنم، إنسان شقراء جيل بعد جيل يتعلم أكثر ويتسيد أكثر وإنسان صامطة يطالب المسؤلين ويتراجع، عندما التقى داود الشريان في إحدى حلقات برنامجه مجموعة من أهالي قرى شرق هروب في منطقة جازان كانوا يشتكون من أن مطالبهم تصل فعلاً إلى مجلس المنطقة ثم تختفي، جزء من مشكلة التنمية في السعودية هي المركزية، صلاحيات مجلس المنطقة هي الرصد ورفع التقارير وكأنه شرطي مرور، كل المشاريع وخطط التنمية تتم في الرياض والرياض فقط، عندما زار الملك عبدالله جازان قالها بوضوح إن المنطقة لم تأخذ نصيبها من التنمية، صامطة وشقراء هنا أمثلة فقط لشرح وجهة نظري، هناك أملج وأشيقر، حفر الباطن والخرج، سدير والليث، كل المقارنات ستنتهي إلى أن هناك من يعزز اللاعدالة في التنمية المحلية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ