[ALIGN=JUSTIFY]
قرار قطع الكهرباء عن مخيمات الأهالي خلال عيد الأضحى هذا العام يعتبر سابقة خطيرة تتخذ لأول مرة في ينبع ، وتعرض من أصدر هذا القرار لنقمة المواطنين رجالا ونساء شيوخا وأطفالا صغارا وكبارا ووضع نفسه في موقف لا يحسد عليه من استياء الناس ، وصب جام غضبهم عليه وأصبح الشغل الشاغل للمواطنين في هذا العيد هو مناقشة أبعاد هذا القرار ونتائجه وما نالهم من العنت والمشقة بسببه ، في حين كانت البلدية في الأعياد الماضية هي المبادرة لتذليل الصعوبات المتعلقة بالتخييم قبل أن يحين موعده بوقت كاف من تحديد المناطق للعائلات والأفراد ، وتجهيز دورات المياه وتزويدها بالعمالة الكافية وتأمين الماء للمخيمين على مدار الساعة ومتابعة النظافة أولا بأول وغيرها من الخدمات التي افتقدناها جميعا في عيد هذا العام .
وبدأت أصابع الاتهام تشير إلى رئيس البلدية الجديد كسبب رئيسي لهذا التنكيد ، فهو الذي بدأ بمنع إقامة الملاهي الشعبية أولا ثم أتبعها بقطع الكهرباء عن المخيمات .
وإذا كان المواطنون لم ينزعجوا كثيرا من عدم السماح بإقامة الملاهي الشعبية لأن جو الخيام وما فيها من دبابات وملاهي وخيول يغني عنها ، إلا أن قطع الكهرباء تسبب في حنق شديد .
وإذا آن لنا بعد انتهاء هذه الزوبعة أن نناقش هذا الأمر فإننا قد ننتحل لرئيس البلدية العذر في إصدار قراركهذا .. فالطريقة التي يتم فيها إدخال التيار سابقا هي طريقة عشوائية وغير منظمة ولا تخلو من مخاطر ، ولكنا لن نعذره في أنه أخذنا على حين غرة ، ولم يبحث هذا الأمر مبكرا فيجد له البديل المناسب ، ويبدو أن الرئيس لم يدرك أبعاد هذا القرار ، ولم يدرس تأثيره بما فيه الكفاية فهو ليس من أهل البلد ، ولا يعرف شيئا عن عادات المواطنين هنا ، ولا يدري بما سوف يسببه لهم هذا الإجراء من ألم .
وكان الأولى بالمحيطين به أن يشرحوا له هذه الظروف وأن يضعوه في هذه الأجواء ، ويوضحوا له المتبع عادة .
ولكن يبدو أن المحيطين به هم الذين أرادوا له أن يظهر بهذه الصورة في عيون المواطنين لما عرفوه فيه من الحزم والضبط ، وقد نجحوا إلى حد سيحتاج معه الرئيس وقتا ليس بالقليل لتحسين صورته في الأذهان .. وليس أدل على ذلك من الإخلاص والحماس الذي كانوا عليه في تنفيذ هذه الأوامر ، فقد قاموا بتتبع المخيمات في تمام الساعة الثالثة ليلا ، ثم تابعوا الشدة والمراقبة طيلة ليالي العيد دون هوادة ، وأذا سألتهم عن السبب قالوا لك : هذه أوامر الرئيس الجديد ، ( لا حظوا .. أوامر الرئيس الجديد !!) أي أنها ليست أوامر البلدية ، وهم في المقابل لم يهتموا ببقية الخدمات مثل اهتمامهم بقطع الكهرباء ، بل أهملوها إهمالا متعمدا فدورات المياه في غاية السوء ، ووايتات البلدية التي كانت تؤمن المياه للمخيمين لم يشاهد لها أثر. وعواميد الإنارة العامة ظلت في أغلب الأوقات مطفأة .
فهل يمكن بعد هذا أن نقول أن الرئيس هو المسؤول ؟
نعم كان الأولى بالرئيس أن يسأل حكماء البلد وأهل الخبرة عن العادات المتبعة في الأعياد فيعمل على تنفيذها بما يضمن اشتراطات الصحة والسلامة ، وكان الأولى به أن يعرف ماذا يعني التخييم في عيد الإضحى للمواطنين ، وكان الأولى به أن يخبر المواطنين بما عزم عليه من قرار قبل وقت كاف ليحتاطوا ، وكان الأولى به أن يسند الأمر قبل سفره لمن يستطيع التصرف بمرونة وحكمة . ولكن المسؤولية الكبرى تظل في عنق المحيطين به . ولن نسامحهم على ما فعلوه فينا أبدا وخذ بالك ياريّس فما زلنا نؤمل فيك الخير .[/ALIGN]