د. عبدالعزيز بن سعود العمر
لا يمكن لأي تربوي منصف في بلادنا أن يجرؤ على الادعاء بأننا اقتربنا بإعداد المعلم إلى المستوى الذي يتوافق مع المعايير العالمية الحديثة. هذا الحديث ليس
ضربا من جلد الذات بقدر ما هو تعبير عن علو توقعاتنا التربوية من جهة وعن إدراكنا للفجوة التعليمية الكبيرة التي تفصلنا عن العالم المتقدم من جهة أخرى. في هذا الشأن قامت وكالة كليات المعلمين بتكليف فريقين من الباحثين لتنفيذ دراستين بحثيتين، استهدفت الدراسة الأولى تقويم برنامج إعداد معلم المرحلة الابتدائية، أما الدراسة الثانية فقد استهدفت تقويم مستوى أداء خريجي كليات المعلمين. ولضمان شمولية هذه الدراسة الثانية فقد استهدفت تقويم مستوى أداء خريجي كليات المعلمين. ولضمان شمولية هذه الدراسة وحياديتها فقد شارك ضمن فريق العمل باحثون معروفون من خارج وزارة التربية. نفذت وكالة الكليات هاتين الدراستين بغرض التعرف على فاعلية برامجها وعلى مستوى أداء معلمي المرحلة الابتدائية وذلك من خلال البحث العلمي المهني. لقد أظهرت المؤشرات البحثية للدراستين السابقتين أن مستوى أداء معلمينا هو دون الطموحات. وفي ضوء ما توفر لوكالة الكليات من مؤشرات بحثية عن برنامجها الإعدادي وعن أداء معلميها قام بمناقشة تلك المؤشرات مع بعض الخبراء التربويين أعضاء الأسرة الوطنية للمعلمين محاولة منهم لتحديد مواصفات وهيكلية ومحتوى أفضل لبرنامج إعداد المعلم. المأمول اليوم هو أن يتواصل توظيف البحث العلمي والطرح التربوي المهني من أجل تطوير برنامج إعداد المعلم. خصوصا بعد أن تحققت خطوة تطويرية وطنية كبيرة في مجال إعداد المعلم في بلادنا، ألا وهي تسمية التعليم العالي ليكون المصدر الوحيد لإعداد المعلم.
المفضلات