كما وصلني من زميل
خاص لأهل ينبع
هل يعرف جيلنا الجديد من شباب ينبع هذا الرجل؟
شاعر مصري اسمه حسن القفطي
كان والده من كبار تجار مصر
وله تجارة واسعة في ميناء ينبع
فأرسل يوما ولده حسن هذا ليساعد أخاه
فأحب حسن ينبع حبا كبيرا حتى أنه استوطنها وعشقها
بل حتى أصبح مساعدا لولاية ينبع زهاء عشر سنوات فيها
قصد حسن يوما لزيارة أهله في مصر للإطمئنان عليهم
وفي تلك الظروف مات والده ورفض إخوانه العودة لينبع
فعاش حسن بقية حياته في مصر
وكان قلبه متلهف للعودة إلى ينبع
وحنين الشوق يدعوه للرجوع اليها
فقد أحبها حبا كبيرا
لكن جاءته المنية وحالت بينه وبين تحقيق أمنيته
فمات رحمه الله في مصرولم تتحقق له رغبته
مما أشتهر به شاعرنا حسن رحمه الله
قصائده الرائعة التي تعبر عن حبه العميق لينبع
وهذه أبيات رائعة إخترناها لكم
يصور فيها الشاعر ذكرياته في ينبع وشوقه للعودة اليها
--------
أمن تذكــــــر أكــــــل الحـــــــــوت بالرطب
أعرضـــــــت عن لذة العنـــــــاب والعنــــب
أم شـــــوق نفســـــك " للمعدوس" أورثها
كراهــــــة التــــــين والرمــــــــان والقصب
أما ترى النـــــــيل في تلك البطـــــاح جرى
فجـــــــاء من رؤيــــة الأزهــــــار بالعجب
فكيف تحــــــــزن بالأريــــــــــاف من أسف
على ديـــــــار شــــــــراء المـــاء والحطب
نعم أميــــــل لهـــــــــاتيك الديــــــــــار ولو
أصبـــــــحت فيها عـــــــديم المال والنسب
أحبـــــــها وأحـــــب القاطــــــــــنين بـــــها
وإن جفــــــــــوني بــــــلا ذنــب ولا ســـبب
أما وحـــــــرمة ما في البحــــــر من ســمك
وما حــــــوى الحـوت من رأس ومن ذنب
ما النيـــــل عنـــدي سوى نيل الترشف من
ماء " العصـــيلي " إذا ما صب في القرب
شوقي إلى "القاد " في الأحشــاء يوقد من
نار اشـــــتياقي إلى " منجـــــارة " العرب
ومهجتي في رصـــيف " البنط " ما برحت
رهـــــينة لم تحـــــــل عنــــــــــه ولم تغب
وصورة " الصور " في الأحشــاء صورها
قلـــــبي و " حـــلة عبس " غـــاية الطلب
وفي " الخـــــريق " فــؤادي ضاع وآسفي
على الخـــــريق بــــــذاك الحي في لهــــب
قد شـــــــاب رأسي ولــــــو إني نظرت إلى
" باب الشـــــبيبي " لكان الرأس لم يشب
أهــــــوى الوقـــــوف لدى " باب الحديد "
لكي أرى مصابيح "سوق الليل" كالشهب
في " رقعة السـمن " لي قصد ولي غرض
وعند "ســــــوق الفواتي " منتــــهى أربي
يا فــــوز من كان موجــــــودا هنــــــاك إذا
قـــــام الحــــــــراج وصار البيع في الرطب
والمشـــــــترون له حــــــازوه وانقلبـــــــوا
بنعــــــمة في الفــــــــواتي خيــــــــر منقلب
ياأهـــــــــل ذاك الحـــــمى كيف السبيل إلى
قــــــــلبي الذي نشــــــــــأ في حبكم وربي
ناديـــــــته يـــــــــوم ترحــــــــــــالي أحدثه
بإنني راحـــــــــل عنـــــــــــه فلم يجــــــــب
من ذا يلــــــوم على شــــــــــوقي إلى بلـــد
العيــــــــش في غيــــــــره للقــــلب لم يطب
ما عــــــــاقني عن رجــــــوعي في أماكنها
إلا تراكــــــم أحـــــــــــزاني بمــــــوت أبي
ما بال دهـــــــــري إذا ما رمت نجــــــــدته
في مطـــــلب ســــــاءني بالعكس في طلبي
من لي بــــــرد أويقـــــــــات لنا ســــــــلفت
في ينبـــــــع الخـــــــير والآمـــــال والأدب
خير البــــــــلاد وأرجــــــــــــاها وأقــــربها
نفعا وأرجـــــــحها كســـــــــبا لمكتســـــب
وكيــــــف لا وهي من دون البــــــلاد غدت
بابا لبـــــــــلدة طه المصــــــطفى العــــربي
أرجــــــو وآمــــــــل أن الله يجــــــــــــعلني
فيــــها مقيــــــــما مـــــــدى الأيام والحقب
---------------------------------------------------------
توضيح بعض العبارات في الأبيات :-
العصيلي ماء خارج ينبع أما الآن فإنه من أكبرأحياء ينبع
القاد ، والمنجارة ، الصور ، حلة عبس ، الخريق كلها أحياء قديمة في ينبع
رصيف البنط : الميناء
باب الشبيبي : صهريج قديم لخزن مياه المطر في ينبع
باب الحديد : شارع قديم بينبع
رقعة السمن : موضع في السوق يباع فيه السمن والعسل
سوق الفواتي : موضع في السوق يباع فيه الرطب
-----------------------
رحم الله الشاعر حسن القفطي وأسكنه ووالديه جنات النعيم
المفضلات