نبض الأنامل
بقلم سعد الرفاعي

٢٠١٤/١٢/٦

رجل من زمن آخر!!




لكل زمن رجاله، بيد أن هناك رجالا إما سابقون لزمنهم أو أنهم قد تأخروا عن زمن آخر مختلف عما يعيشونه، وقبل أن نبحر مع بطلنا الذي ينتمي إلى رعيل متقدم جدا في المثل العليا، نشير إلى كون والده أحد الذين عملوا في القضاء زمن الملك عبد العزيز رحمه الله وكان أحد القلائل الذين استثنيت أحكامهم القضائية من التمييز بقرار الملك عبد العزيز؛ فكان فصله القضائي تمييزا، ولعلنا بذلك نبدأ الرحلة مع الشيخ محمد حامد القباني أحد رجالات ينبع الذين يضرب بسيرتهم المثل في الورع والتقوى والزهد والحرص على المال العام، عمل في كتابة العدل فكان لا يستثني كائنا من كان وفي ذلك تتعدد الحكايات، وكان يبدأ معاملاته بعد صلاة الفجر مباشرة لتعويض جزء مما انقضى من وقت دوامه في أداء صلاة الظهر، دخل نزيها وخرج مضربا للمثل في النزاهة في فترة تمثل اختبارا حقيقيا لصلابة القيم والثبات على المبدأ. عمل إماما فكان يستعفف عن الفرض الذي لا يؤم الناس فيه لظرف ما ويصر على من ينوب عنه في الإمامة باستلامه حتى وإن تصدق به، وعندما أدركه تعب السنين -أطال الله عمره- بادر بتسليم مسجده والاعتذار عن الإمامة مكتفيا بالحفاظ على كل الفروض في الصف الأول على مقعد في الجامع الكبير. فقط للتذكير فإني أتحدث عن رجل يعيش بين ظهرانينا وليس عن شخص من كوكب ثان!!