البحث عن مواطنين جرفتهما السيول وإعلان حالة الاستنفار في العيص
العيص: أحمد العمري
هاجمت السيول مساء أول من أمس أنحاء واسعة مناهزة للعيص (150 كلم شمال شرق ينبع) بدرجة عالية لم تشهدها المنطقة منذ عقود أسفرت عن جرف أسرة سعودية لا يزال البحث عن أفرادها جاريا وإعلان حالة الاستنفار في قطاعات أمنية ومدنية لتأمين الأهالي والطرق التي تهدم بعضها والاضطرار إلى خفض مستوى منسوب سد وادي العيص خشية انهياره تحت وقع المياه التي فاضت منه.
و تواصل فرق الدفاع المدني مدعومة بطائرة عمودية وفرق إسناد أرضية من عدة قطاعات أعمال البحث عن المواطن محمود برجس العنيني وابنه برجس (12 عاما) وذلك بعد أن جرفت السيول مركبة كانا يستقلانها برفقة والدة برجس التي عثر عليها لاحقا فوق إحدى الأشجار وتخضع طوال أمس للعناية الطبية في مستشفى العيص العام.
وتبعا لشهود عيان، كان برجس يقود بوالده ووالدته مساء أول من أمس سيارة من نوع "جيب" في قرية الفرع (15 كلم جنوب العيص) حين واجه مياهاً متدفقة لم ينجح في تقدير خطورتها ليقطع مجرى المياه التي سرعان مع حملت المركبة وألقت بركابها لتكمل السيول جرفهم فيما عثر على الأم والمركبة على مبعدة أقل من كيلومتر واحد من الموقع.
وتعاطف سكان العيص والقرى المناهزة لها مع حالة الأسرة وأخذوا في الانتشار في مناطق واسعة بحثا عن الأب وابنه، الأمر الذي بدا أنه ضاعف من مسؤوليات فرق الدفاع المدني جراء احتمال تعرض المواطنين المتطوعين لخطر الانجراف مع السيول أو الغرق في المستنقعات الموحلة التي بدأت تتشكل حول مجاري الأودية.
سيارة العائلة المنكوبة
وتركزت جهود فرق الإنقاذ التابعة لإدارة الدفاع المدني في محافظة ينبع على البحث في مستنقعين تصب فيهما مياه السيل التي جرفت المواطن وابنه، فيما بدا أن احتمال العثور عليهما على قيد الحياة أقل ما يمكن بعد مضي 48 ساعة على فقدهما.
وشهدت العيص والمناطق المحيطة بها حالة استنفار بين صفوف الشرطة والدوريات الأمنية والهلال الأحمر وإمارة مركز العيص وذلك لمواجهة حالة بدا أنها جاءت دون سابق توقعات.
ولحقت خسائر لم تقدر بعد ببساتين في العيص والمناطق المجاورة لها فيما تهدمت بعض الطرق وانهارت دعامتها الإسفلتية من الجانبين، وتعطل بالكامل الطريق الرابط بين العيص وقرية الفرع فيما بات الوصول إلى الأخيرة محفوفا بالخطر.
ووفقا للأهالي هناك، فإن الحالة نجمت جراء سيول منقولة من مناطق أخرى تحركت بكميات كبيرة لم تشهدها العيص منذ 30 عاما صوب أحد السيول التي تصب في سد العيص الذي احتجز المياه حتى فاضت من جانبه الآخر، الأمر الذي دفع بالمهندسين المختصين إلى تخفيض منسوبه خشية انهياره.
وقاد مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة ينبع العقيد زهير أحمد سبيه عمليات التمشيط والبحث وأشار العقيد زهير إلى أهمية توعية الأهالي بخطورة مواجهة السيول"مهما بدت بسيطة أو صغيرة" قائلا إن"مياه السيول تعد إحدى قوى الطبيعة غير العادية والمخادعة والتي كثيرا ما يغامر الأهالي في مواجهتها معرضين أنفسهم وذويهم للهلاك".
وقال سبيه إن التصرف الحكيم أثناء تحرك السيول هو البقاء في المنازل الآمنة والابتعاد عن بطون الأودية ومسالك المياه والطرق السريعة، مضيفا أن السيول يمكن ألا تشكل أية أخطار في حال أحسنا التعامل معها.
من السهل الوصول الى القمة
ولكم من الصعب المحافظة عليها
المفضلات