صوتُ السُهاد
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أتعبت مضطجعي فهمي مغرِقُ = وإذا القريضُ مسيطرٌ ومؤرقُ
ما شأنُ أحلام الصبابةِ والهوى = ما بالُ دمعُ العينِ لا يترقرقُ
وهواجسي بين السهادِ مقيمةٌ = مُرتاحةٌ وأنا عليها مُشفِقُ
بينَ الجوانحَ خافقٌ من يأسهِ = متوجعٌ وبرغمِ ذلك يَخفقُ
حاولتُ أن أمضي به نحو المنى = منأى الأُباةِ لأنه يَتَمَزقُ
وعلى الزعافِ تسابقت نبضاتُهُ = خوفي عليه بها يموتُ ويَغرَقُ
غنى لأيام الصفاءِ وإنهُ = متفائلٌ متهللٌ مُتَخلِقُ
جافى عبوسات الزمانِ فما أشتكى = أبداً وفي آلامه يتألقُ
وعلى هديرِ الموجِ يسبحُ راضياً = وبسطوةِ الآلامِ فهو مُطَوقُ
وعلى عناقاتِ الوداعِ تَزُفهُ = غيداء تبكي بالدموعِ وتَشهَقُ
ياقلبي الباكي على أحزانهِ = إني أرى روح الملالةِ تُزهقُ
فأجيبُ ذاتي والجِراحُ شواهدٌ = وغلالةُ الأحزانِ فيها تَحرقُ
حُزني جليديُّ الشقاءِ وإنه = متجهمٌ مستوحشٌ مُستَغرِقُ
جفت زهورُ الروض حتى شارفتْ = بابَ الردى والظنُّ حيناً يَصدُقُ
أنا في سماءِ الحُبِّ طيرٌ صَادِحٌ = أنا في صفوفِ العطرِ مِسكٌ يَعبُقُ
إني عن الدنيا ومنها راحلٌ = فالعمرُ يجري والمنيةُ تَسِبقُ
ما العمرُ في دُنيايَ إلا هجعةٌ = وأسِيرُها بعد النوائِبِ يُطلَقُ
وإذا رحلتُ وكُلُّ حيٍّ راحلٍ = فلمن بحبي والرضا أتصدقُ ؟
[/poem]