صرح الشيخ / عبد الله سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة قائلا:

إنّ فعاليات ومسابقات مزايين الإبـل هي من البدع الضالة ....
وأكد أن كُل من ينساق وراء هذا النوع من السباقات مشمول بصفات التبذير والإسراف وكذلك التغرير ببسطاء العقول وكان المنيع تلقى سؤالاً في هذا الخصوص فحواه أن بعض المواطنين يتفاخرون بكرائم الإبل المزايين ووصل حد التفاخر إلى التغالي بأسعارها وتداول بيوعها بأثمان باهضة جداً يصل البعير أو الناقة إلى مليون ريال أو مليونين أو أكثر وامتد هذا التفاخر إلى قبائل البادية وإلزام مشايخ هذه القبائل أفرادها بدفع مبالغ مالية للدخول في هذه المفاخرات وأكد المنيع في فتوى أصدرها بذلك أن هذا التفاخر مما كان لدى الجاهلية من الأعراف والتقاليد البالية المنافية مع مبادئ الشريعة الإسلامية ومن ذلك العدل في الإنفاق والبعد عن الإسراف والتبذير مذكراً بقول الله تعالى (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) وقوله تعالى في شأن المال وحفظه (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم) وأشار الم نيع إلى أن مشايخ القبائل حينما يلزمون أفرادهم بمبالغ ينفقونها للدخول في هذا التفاخر والتباهي يعتبرون ظالمين لإخوانهم وإخواناً للشياطين من حيث الإسراف والتبذير والله سبحانه وتعالى غيور على حدوده ونعمه ولا شك أن المتجاوزين لهذه الحدود والكافرين بنعم الله جديرون بغضب الرحمن وأضاف في فتواه يغلب الظن أن نفوق الإبل الذي حدث أخيراً هو عقوبة من رب العالمين على هذا الانحراف بالأموال إلى الإسراف والتبذير سائلاً المولى عز وجل أن يعيد أهل هذا التصرف الآثم إلى رشدهم.

ومن ناحية أخرى
كشف عضو مجلس الشورى الدكتور محمد آل زلفة عن نيته تقديم توصية لمجلس الشورى عقب استئناف أعماله بعد إجازة عيد الفطر المبارك يؤكد خلالها على ضرورة إيقاف مزايين الإبل الخاصة بالقبائل والاكتفاء بإقامة سباق عام على مستوى الوطن ، مؤكدا أنه سيتقدم بتلك التوصية إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
وقال آل زلفة في اتصال مع صحيفة "الوطن" إن القضية أخذت أبعادا كثيرة ويجب أن توقف عند حدها ، لافتا إلى إمكانية إقامة احتفال سنوي لأجمل الجمال وأحسنها وأكثرها أصالة على مستوى الوطن للتعريف بالجمل في الصحراء العربية ومكانته وجماله وشكله وأصله ، وليس على مستوى القبائل وشعراء قبائل واستنهاض واستدعاء تاريخ القبائل.
وحذر عضو مجلس الشورى آل زلفة من انتشار مزايين الإبل الخاصة بالقبائل ، وأكد أن الطريقة القائمة حاليا في مزايين الإبل على مستوى القبائل هو نوع من العودة مرة أخرى إلى ثقافة القبيلة وأمجادها ، مشيرا إلى أنه يضيع فيها تمجيد الوطن والأمة والوحدة ، وقال "إن ثقافة القبيلة مشكلة لا نلغيها ولكن نرفضها".
وأشار الدكتور آل زلفة إلى أنه سيطالب في توصيته بإلغاء ما هو قائم الآن من مزايين إبل القبائل وألا يكون هناك تفاخر فيما بينها بتحديد مسميات واستنهاض همم القبيلة وشعرائها واستدعاء تاريخها مؤكدا أن ذلك يضر بالوحدة الوطنية.
واختتم آل زلفة تصريحه قائلا إن من المفترض أن يكون من حق الحاكم الإداري التدخل وإلغاء مثل هذه الأشياء، لافتا إلى أنه لم يكن واجبا أن يناقش ذلك في الإعلام وعلى المجلس التشريعي "مجلس الشورى" اتخاذ توصيات تدعو الحكام الإداريين إلى إلغاء مزايين الإبل.


أما سمو الأمير مشعل بن عبد العزيز يحفظه الله فقد صرح لصحيفة عكاظ قبل فترة
منوهاً باهتمام الملك ومقدراً جهود الأمير نايف وقال:
لا نريد إثارة النعرات في مسابقات مزايين الإبل ونؤيد تنظيم إمارات المناطق لها

ونوه بالدعم والاهتمام والتشجيع الذي تجده الإبل وملاكها والمهتمون بها من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه. وأكد سموه في حديث هاتفي مع «عكاظ» من مقر اقامته في مكة المكرمة ان اهتمام الملك المفدى تجلى في كثير من الجوانب ومنها دعمه يحفظه الله لمسابقة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل التي تقام كل عام في نفود أم رقيبة الى جانب تلمسه لمعاناة وظروف اصحاب الإبل النافقة في محافظة وادي الدواسر «جنوبي الرياض» وغيرها من المناطق التي شهدت نفوق مئات من الإبل في الآونة الاخيرة وتفضله رعاه الله بتعويض ملاكها.
المعروف ان صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبدالعزيز كان قد تبنى مهرجاناً سنوياً يقام كل عام في نفود ام رقيبة «جنوب حفر الباطن» اطلق عليه مسابقة الملك عبدالعزيز لمزايين الابل انفق عليها جوائز تجاوزت قيمتها ملايين الريالات واصبحت مكان جذب يقصده ملاك الإبل في الجزيرة العربية ودول الخليج.
ورحب سمو الامير مشعل بما اتفق عليه امراء مناطق المملكة الثلاث عشرة الذين عقدوا اجتماعهم الرابع عشر في مكة المكرمة برئاسة صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية يوم الثاني من اكتوبر الجاري، مؤكداً على ضرورة ان تؤطر مسابقات مزايين لقبائل المملكة في تنظيم امني واداري واجتماعي محكم بإشراف وتنظيم امارات مناطق المملكة الثلاث عشرة حتى لا تحيد هذه المسابقات عن اهدافها السامية.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية قد أكد عقب ترؤسه اجتماع أمراء المناطق بمكة المكرمة ان الاجتماع ناقش موضوع مزايين الابل وامكانية أن يقام في كل منطقة مهرجان واحد باسم الإمارة يشارك فيه المواطنون، بمعنى انه يمكن أن يقام مهرجان في الرياض يشارك فيه من نجران والجوف وبعدها يقام المهرجان الرئيسي تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز في أم رقيبة.
ونبه سمو الأمير مشعل على خطورة ما تنطوي عليه اتجاهات مسابقات بعض القبائل للمزايين من إثارة النعرات القبلية.. مشدداً على ضرورة أن تجسد هذه المسابقات وحدة الوطن والمجتمع بادية وحاضرة، كما أراد لها الله الذي قيّض لهذه البلاد جلالة الوالد الملك المؤسس العظيم عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود الذي أسس وكرس أول وحدة عربية وإسلامية في التاريخ المعاصر حتى غدت المملكة العربية السعودية اليوم بلد الأمن والأمان برغم عبث العابثين الارهابيين المخربين.
وقال سموه: انا شخصياً لا أطالب بمنع مسابقات مزايين الأبل لكني لا أؤيد بعض المظاهر السلبية لبعض القبائل وأبناء المدن والقرى، كأن يقال «هذا حدي وهذا حدك» أو أن تفرغ تلك المسابقات من أهدافها وغاياتها النبيلة التي ننشدها جميعاً وهي تعزيز الملحمة الوطنية وأن يكون المجتمع واحداً متماسكاً كالبنيان المرصوص خصوصاً وأن العالم يعيش من حولنا ظروفا اومتغيرات لا تخفى على أحد.. مشدداً على ضرورة أن يكون الولاء لله أولاً، ثم للقيادة والوطن شعاراً لمثل هذه المسابقات.
وكشف سمو الأمير مشعل أن مهرجان أم رقيبة في عامه الثامن سينطلق يوم التاسع عشر من ذي القعدة الموافق للتاسع والعشرين من نوفمبر، مبيناً أن المهرجان سيشهد هذه السنة العديد من الإضافات المهمة.
ونوه سموه بدعم واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لمهرجان أم رقيبة.. قائلا: يسرني ان أقدم شكري وتقديري وامتناني لأخي سمو الأمير نايف إزاء دعمه وتشجيعه وتوجيهاته وهو ما حقق انضباطاً أمنياً وتنظيمياً ومرورياً للمهرجان الذي يرتاده مختلف أطياف ومشارب شعب المملكة بادية وحاضرة.. وأضاف: كما لا يفوتني أن أشيد بجهد صاحب السمو الملكي الأمير الأبن محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية لدعمه المهرجان الذي يقع في دائرة منطقته جغرافياً وحضوره شخصياً كل عام لتنظيم المسابقة.