في ليلة الأحد الماضي 16 / شعبان /1427هـ كنت على وشك الاستسلام للنوم وكعادتي فتحت الراديو على بعض برامج صوت العرب الثقافية فكان اللقاء مع الشاعر والناقد المصري / بشير عياد
فجذبني حديثه مما جعل مشهد النوم يغيب عني ، وكان الحديث عن الشاعر الجاهلي :
عبيد بن الأبرص فتحدث عنه بكثير من المعلومات التي لا أعرفها ؛؛ فكل ما نعرف عن هذا الشاعر أنه من شعراء المعلقات وربما كان من شعراء الصف الثاني وما رسخ في ذهني مما سمعت أن الشاعر عبيد بن الأبرص اسمه عبيد بمد الباء وليس بتسكين الياء كما كنتُ أعتقد ( عبيــْـد)

المعلومة الثانية أن / عبيد بن الأبرص من كبار المعمّرين يقال إنـه مات وله ثلاثمائة سنة حسب الروايات المتعاقبة وإنه أدرك الشاعر الجاهلي / امرؤ القيس

أما سبب موته فهو معلوم وقصته مشهورة
يقال إنـه لقي النعمان في يوم بؤسه ومن المعروف أيضا عن النعمان أنه كان له في السنة يومان معروفان بيوم بؤس ويوم نعمة، فكان إذا خرج في يوم بؤسه يذبح فيه أوّل من يلقاه كائناً من كان؛ وإذا خرج في يوم نعمته يصِل أوّل من يلقاه ويحبوه ويُحسن إليه. فبينما هو يسير في يوم بؤسه إذ أشرف له عبيد، فقال لرجل ممّن كان معه: من هذا الشقيّ فقال له: هذا عبيد بن الأبرص
فقال النعمان: هلا كان هذا لغيرك يا عبيد: أنشدني فربما أعجبني شعرك. فرد عبيد: حال الجريض دون القريض (يريد: حال جفاف الريق دون الشعر) فقال النعمان: أنشدني: أقفر من أهله ملحوب وهذه إشارة لمعلقته المشهورة :

[poem=font="Simplified Arabic,5,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أقفرَ من أهلهِ ملحوبُ =فالقطبيّاتُ فالذنوبُ
وبدّلت منهمُ وحوشاً =وغيّرتْ حالها الخطوبُ
أرضٌ توارثها الجدودُ =فكلُّ من حلَّها محروبُ

فأنشد عبيد:
أقفر من أهله عبيد= فاليوم لايبدي ولايعيد[/poem]

فما كان من النعمان الا ان خيره بطريقة موته ، فاختار أن يسقى حتى يثمل ثم تقطع عنقه. فأجابه النعمان ففعل كما أراد.


اللهم جنبنا الجهل والجاهلين ، واحمنا من الطغاة والمفسدين ،، عندما نسمع بهذه القصص العجيبة وهوان أرواح البشر نكاد لا نصدق هذه الحكايات التي هي أشبه بالأساطير .