[dci]
.
.
.
.
.
.
سؤال ( 1 )
ونبدأ لقاءنا بالسؤال عن البطاقة الشخصية ؟
الشريف أحمد بن محمد سليم الدبيش الهجاري
الميلاد والنشأة في ينبع النخل ( قرية المبارك ) وكنا نقضي الصيف بقريتنا ، وفي الشتاء بينبع البحر ماعدا مرة أو مرتين أذكر أننا قضينا الصيف والشتاء في القرية نفسها .
بعد ذلك إنتقلنا كغيرنا إلى جدة لمواصلة التعليم إلى أن حصلت على شهادة الثانوية العامة وأعطتني الحياة خبرة أكثر ، وخلال هذه الفترة أكاد أجزم بأننا لم نتخلف عاما واحدا عن الصيف وبمجرد بدء العطلة الرسمية للمدارس والتي كانت تمتد لأكثر من ثلاثة شهور تجدنا حريصين على التواجد بينبع النخل .
وأذكر أن الحرص على حضور الصيف استمر حتى بعد أن أصبحتُ موظفا .. إلى أن جفت العيون ، ومات النخيل وهذه مشيئة الله .
سؤال ( 2 )
حدثنا عن البدايات في نظم الكسرة ؟
الهواية كانت مبكرة جدا وأعتقد أنها في سن العاشرة ولكنها كانت غير واضحة المعالم .
ثم أخدت تنمو شيئا فشيئا .
سؤال ( 3 )
وماذا عن ليالي الرديح وعن أول ليلة رديح تحضرها كشاعر ومهتم بهذا اللون ؟
أول ليلة أقف فيها كشاعر كانت في قرية المبارك وكان سني آنذاك لم يتجاوز السابعة عشرة حيث أتت للقرية عتمة وتقابلت في تلك الليلة مع الشاعر جميل الريفي وسعيد الذيب ولعبت معهم حتى شروق الصباح ، وكان ممن حضر في هذه الليلة الأستاذ / يحي مفوز وأحمد مرشد الصيدلاني ومحمد لطيف الهبيدي وهم أحياء يرزقون ( متعهم الله بالصحة والعافية )
سؤال ( 4 )
الحديث الآن سيكون شيقا عن العتمات فهل لنا معرفة المزيد عنها وتعريفها ؟
كانت العتمات هي المحك الرئيسي للشاعر وكانت تتوالى العتمات والليالي في كل القرايا حيث نستقبل العتمة عندما يعتم شعراء من إحدى القرى بعدها نقوم برد العتمة لقرية أخرى وهلم جرّا حسب ماكان متعارفا عليه في ذلك الزمن الجميل وفي كل القرايا بينبع النخل .
والعتمة مسماها مأخوذ من عتمة الليل وكذلك تسمى الهجدة وهي المباغتة وهي أن يذهب شاعر أو أكثر إلى قرية أخرى بعدت أو قربت ومعه بحريته مشيا على الأقدام لعدم توفر وسائل النقل آنذاك أو لندرتها وعند الوصول إلى ( مقرح ) تلك القرية يقوم الشاعر مع البحرية اللافين للقرية المراد عتمها بدق الكف كما يسمى عرفا أي التصفيق على وتيرة واحدة لفترات متقاربة كالتعريب تماما ، وهذا الأمر متعارف عليه عند أهل الصفا .
والمقرح هو المكان المخصص ( لدق الزير وإقامة اللعب ) وكل قرية لها مقرح خاص بمثابة ميدان للتجمع ، عندها يخرج أهل القرية المعتومة ومعهم الزير وشاعرهم ويقام اللعب حتى تباشير ضوء الفجر ، ثم يعود اللافون إلى قريتهم بالإسلوب الذي أتوا به .
والعتمات في ليالي ينبع النخل الماضية هي الأكثر من الليالي التي تتم في مناسبات الزواج أو غيرها ..وفي مناسبات الزواج جرت العادة بأن يقوم صاحب الفرح بدعوة جميع الشعراء في القرايا وإن حدث أن شاعرا لم تصله الدعوة سهوا فإنه يقوم بتجميع بحريته والحضور للمشاركة من أجل اللعب .
مع إمتناعه هو وبحريته عن تناول أي شيء من الطعام عند صاحب المناسبة بما فيها الماء .
سؤال ( 5 )
ورد ضمن الإجابة كلمة ( تعريب ) فماهو التعريب ومتى يحدث وما كيفيته ؟
التعريب هو : شرط تحذيري متفق عليه من ضمن أنظمة الرديح ..
ويتم عندما يتباطأ أهل القرية المعتومة عن الحضور في إستقبال اللافين وتأخرهم عن إخراج الزير عندها يقوم اللافون بالإنقسام لصفين ويتغنون بأهازيج معروفة فمثلا يقول أحد الصفوف : ( أهل الصفا فين راحوا )
فيرد الصف الآخر ( ما حد فيه ) بعدها يغنون كسرات مثل :
( الدار خليت بأهاليها ) وماشابه ذلك من اللزمات المتعارف عليها وذلك لإثارة حمية أهل القرية واستعجالهم بالخروج .
وكذلك يتم التعريب في الرديح عندما يسكت الزير ثم يتأخر الشاعر المقابل في الرد أو عندما ترد الكسرة وفيها حرف أو كلمة مكررة سواء أكان ذلك في العتمات أو في حفلات الزفاف .
وهناك أسلوب أقل درجة من التعريب وهو أن يقوم الشاعر المقابل في ساحة اللعب ويقول ( يعاد يافلان ) ويسمي الشاعر المقابل شريطة أن يقول هذا عندما يتم الغناء بالغصن المقصود التعريب عليه.
كذلك إذا وردت مفردة من الشاعر المقابل وكانت غير مفهومة المعنى فمن حق الشاعر الآخر أن يطلب تفسيرا لها كما حدث في كسرة الشاعر الكرنب يرحمه الله عندما طلب منه الشاعر دخيل الله أبومازن يرحمه الله أن يشرح له مفردة ( الهفت ) فقام الكرنب بتفسير ذلك حيث أن كل شاعر فسرها بأسلوب يختلف عن الآخر .
فمن يقبل حاليا مثل هذه التصرفات ؟
ومن يستطيع أن يقول للمغني ( لاتشيل البدوة ) أي الكسرة التي عليها ملاحظة أو يقوم بالإستفسار عن مفردة وإن حصل فإنه يجد مجموعة كبيرة سيعارضونه ويتهمونه بعدم الفهم .
.
سؤال ( 6 )
هل تذكر لنا بعض ما مر عليكم من أحداث بخصوص المفردات التي يتم الاستفسار عنها أثناء الرديح ؟
أتذكر في ليلة رديح / عبدالجليل وعبد المحسن أبناء / علي الرويسي حيث أنني ضمن صف ينبع البحر مع الشاعر الكبير سنا وشاعرية / عايد القريشي شافاه الله وقد وردت كلمة ( إستحرام ) من صف ينبع النخل وبالتحديد من الشاعر الكبير / محمد صالح أبوشعيب يرحمه الله عندها أتى للقريشي من يسأله عن المفردة فرد عليه إسألوا الشاعر أبوشعيب ، وكان بإمكان القريشي أن يسأل أبوشعيب مباشرة وكذلك بإمكان الشاعر أبو شعيب بتفسير معنى المفردة ولكن أراد عايد شافاه الله أن يستمر اللعب دون توقف وخاصة بأن الشاعر الكبير / محمد صالح أبوشعيب يرحمه الله الذي كان في حالة إرداف والشاعر الذي يردف أقل مسئولية من الشاعر المستلم للصف .
سؤال ( 7 )
إذا هناك إلتزام بالأنظمة والقوانين التي يسير عليها الرديح ؟
نعم يتميز الرديح بأنظمته الصارمة حيث لايمكن تجاوزها من أحد سواء كان شاعرا أو بحريا
إذ يعتبر من لايحترم هذه الأنظمة بمثابة من يرتكب جرما أو فعلا سيئا وكنا نعتبر إحترام الشاعر الكبير في السن والشاعرية بمثابة واجب محتم علينا كما أن الكبير دائما ما يتعامل مع من هو دونه بالتقدير والإحترام والتوجيه .
وللمعلومية كانوا ( من المبارك إلى عين عجلان ) يصفون مع بعضهم البعض ومابعد ذلك سنودا يصفون مع بعض .
والآن لا يوجد التزام بالأنظمة والقوانين التي يخضع لها الرديح وتعتبر من الأسس التي قام عليها موروثنا فلا هناك من يحاول تطبيق هذه القوانين وجوهر النظام إما لجهل البعض أو تجاهلا لهذه الأنظمة
فقد ترك لنا الأولون موروثا زاخرا بالأدبيات والقوانين طبقوها وساروا عليها فعم الصفاء في لياليهم .
وبالإبتعاد عنها نرى مانراه اليوم وما آلت إليه ليالي الصفا فهناك أشياء تحدث لانجد لها تفسيرا مقنعا ولايقرها عقل ولا منطق ورغم كل ذلك ورغم مايحصل فإنه من المضحك المبكي بأن يطلق عليها ( ليلة صفا )
سؤال ( 8 )
هذا يعني أنك تؤكد بأن الرديح تغير عما مضى ؟
نعم تغير بشكل مهول وملحوظ للمتابعين
فالإحترام يكاد أن يكون مفقودا بين الشعراء ، والجفاء يكاد أن يكون هو العامل المشترك بينهم فالشاعر الكبير في سنه وشاعريته لايلقى الإحترام ممن هم دونه وكذلك العكس نجد أن الشاعر الكبير لايقدر ولا يحترم من هو دونه فتباعدت القلوب وتباغضت النفوس بعد أن فقدت المودة .
سؤال ( 9 )
بناء على النزاعات الحاصلة والانشقاقات في صفوف الرديح أنت تؤكد أكثر من مرة :
أنه لا يمكن وجود صفين في ديرة واحدة .. لكن إذا كان شاعر الصف المنشق وبحريته لا أحد يعطيهم فرصة المشاركة أليس من حقهم تكوين صف وهم لديهم الإمكانيات ؟
و هل تؤيد أن يكون في جدة صف وفي النخل صف وهم في الأساس من ديرة واحدة؟
فعلا أنا قلت ذلك وكان ذلك من منطلق نظام القرايا في ينبع النخل فلا يمكن أن تجد صفين يمثلان قرية واحدة ومن الممكن أن أهل القرية ينقسمون ليقام اللعب في قريتهم بين أهل القرية الواحدة ولكن بمجرد حضور عتمة لهم فإنهم على الفور ينضمون لصف واحد في مواجهة اللافين وكذلك خارج قريتهم يكونون صفا واحدا
أما بالنسبة لما طرأ حاليا من إنقسامات فإنني أرى أنه إذا أتى شاعر من الديرة نفسها وطلب المشاركة مع الشاعر المستلم للصف فهذا من حقه وعلى شاعر الصف أن يسمع منه وكذلك الحال فيما لو طلب لحنا ولنا في العهد القريب مثالا في زواج أبناء الشاعر / عايش الدميخي ماقبل الأخير ؛؛
عندما حضر الشاعر ذيبان الفايدي يرحمه الله ومعه عدد من الشعراء وطلب لحنا من الشاعر عايد القريشي بصفته هو المستلم لصف ينبع وكان للشاعر ذيبان ماطلب .
أما إذا لم يتم الإتفاق ورفض الشاعر المستلم للصف قبول أي مشاركة منه فإنه يحق له بأن يقوم بالإرداف شريطة أن يكون حسب الحرف فالنظام كفيل بحفظ حقوق الجميع ومن حق الشاعر الذي رفض طلبه أن يحاجه بموجب النظام
أما عن السؤال عما إذا كنت أؤيد صفا في جدة وآخر في ينبع النخل وهما من ديرة واحدة فإنني أتساءل أيضا عن صفـّي ينبع البحر أليسا من ديرة واحدة ؟ وكذلك صفي أملج ؟! .
إذا هنا ينتفي السؤال تحديدا عن صف جدة فقط وهو ليس بحاجة لتأييد من أحد
سؤال ( 10 )
طالما أننا لم نبتعد عن موضوع الإنقسامات في الصفوف فمن ياترى تقع عليه المسئولية في ذلك ؟
إذا كان هناك من مسئولية فإنها تقع على جميع الصفوف دون إستثناء حتى ولو كنت أنا من ضمن أحد هذه الصفوف .
مشاركة الشاعر مع البحرية أثناء دق الزير
[/dci]
المفضلات