بقلم الأستاذ / فلاح بن دخيل الله الجهني
الأربعاء 21/03/2012



مدينة العيص إحدى مرابع قبيلة جهينة قبل الإسلام وبعده، وإحدى محطات القوافل التي كانت تعبر خلال الحجاز ذهابًا وإيابًا من الشام إلى اليمن، مرورًا بمكة المكرمة قبل الإسلام، وإحدى المواقع المحاذية لساحل البحر الأحمر شرقًا، وعرفت منذ القدم بحسن تربتها ونقاء هواءها وغزارة مياهها الجوفية وقوة تدفق عيونها قبل أن تجف، وتباين تضاريسها. وبعد أن منََّ الله على جزيرة العرب ببزوغ شمس الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- فاسترد ملك أجداده وجمع شمل الجزيرة ولم شتاتها، وألّف بين قلوب فئاتها وقبائلها، ووحدها تحت كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، نابذًا الشوائب والخزعبلات التي كانت منتشرة ولا تمت للدين بصلة. وكانت العيص ضمن من غَشَتْهَا سحائب الخير، وربيع الاستقرار في نهاية 1344هـ. وقبل أن يُنصَّب بها أمير كُلّف بها أحد رجالها البارزين لتحصيل الزكاة وتنظيم حركة السوق أثناء حصاد تمر النخيل، وفض المنازعات التي تحصل بين ملاك النخيل أفرادًا وجماعات. ومن ثم امتدت لها يد التنمية تدريجيًا كغيرها من مدن المملكة وقراها وهجرها، واعتمدت بها الأجهزة الحكومية، وقبل ثلاثة عشر عامًا تقريبًا اعتمدت بها بلدية بفئة «هـ» أي أدنى مستوى من فئات البلديات، أي أنها أصبحت في مؤخرة ركب الاعتمادات المالية. فظلت مشاريعها تزحف ببطء لعدم اعتماد ميزانية تقفز بها إلى ما يتناسب مع مساحتها والقرى المرتبطة بها وعدد سكانها، الذين يزيدون عن أربعين ألف نسمة، حيث اعتمادات وزارة المالية تكون على مستوى فئة البلدية. وحتى تتحقق تطلعات الأهالي وتتمكن من خدمة القرى المرتبطة بالعيص بصورة مرضية وتلحق بركب التطور السريع الذي تحظى به المدن والقرى بالمملكة العربية السعودية بصورة تفوق التوقع، لابد من رفع بلدية العيص إلى فئة «ج» لتواكب تطلعات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة الذي يعمل حثيثًا لرفع مستوى العيص إلى محافظة بدلًا من مركز فئة «أ»، ولاشك أن المجلس المحلي بمحافظة ينبع برئاسة محافظ ينبع الأستاذ إبراهيم السلطان قد طرحوا هذا المطلب مرارًا، فالأمل المنشود إذًا من وزارة الشؤون البلدية والقروية أن يلقى هذا المطلب قبولًا؛ تفرضه الحاجة لرفع مستوى بلدية العيص إلى فئة «ج». ولا يفوتني أن أشكر رئيس البلدية الحالي لجهوده الملموسة لتحسين الخدمات في العيص وقراها.. والله المستعان