قال تعالي ( يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيراً كثيرا) البقرة 269

أثناء أداء المسلمون لصلاة الظهر في أحد مساجد الهيئة الملكية وذلك في يوم السبت 11/11 /1427هـ رن جرس أحدهم بنغمه موسيقيه حتى انتهت دقات الجرس ولم يغلقه صاحبه وذلك عند التشهد الأخير وعندما سلم الإمام لسوء حظه عاود الرنين مره أخرى فانبرى له نصف من في المسجد فهذا يقول ( يا أخي أتق الله ) وثاني يقول ( صك جوالك ) وثالث من أقصى المسجد يقول ( خاف الله ) ورابع يردد( أنت في بيت الله) وخامس يهدد وسادس يتوعد فاختلطت ببعضها الأصوات وتعالت فيها النبرات وكثرت الهمهمات!! ولا أدري أن كانت تلك الحرب الضروس ضد كافر!! ولا أعلم لو لم يكن ليخاف الله ويتقيه لماذا قد حضر إلي المسجد !! فقام هاماً بالخروج و كان جواله يرن في يده وتوجه إلي الباب فانبرى ثلاث نفر وساروا خلف ذلك الباكستاني الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فهذه العقيدة الراسخة في قلبه هي من أحضرته إلي المسجد ، وأصوات أولئك النفر وهم يسيرون خلفه تتعالى بالتهديد والوعيد ولا أعلم إن كانت النصيحة تأخذ بالغلبة بهكذا طريقة !! حتى ظننت أنه سيضرب لا محالة !! فأدركت آخر الموقف وما ذكره بأنه وضعه على الصامت وكان يحاول إغلاقه من أول مره إلا أنه لم يستطع وكان أمامهم يحاول إغلاق الجوال الذي يرن فلم يستجب رغم ضغطاته المتتالية!! .
ورغم يقيني التام أن ذلك الباكستاني ليس فقط لن يحضر لذلك المسجد مره أخرى بل لن يمر مع الشارع الذي يؤدى إليه !!
سبحان الله كثير من الناس يحبون مثل هذه المواقف المحرجه لإخوانهم ليقضوا أمراً في أنفسهم .
لم تكن النصيحة يوماً بالصراخ والزعيق والبلبه ، الرجل أخطأ صحيح ووضع نغمة موسيقيه وهذا خطأ محض بل حرام وينبغي أن يتبعد المسلمون عن مثل هذه الممارسات السيئة التي يجنى الإنسان من وراءها وزراً كلما رن جواله وسمعه آخر ، وهذا ليس محور حديثنا ففيه المقام يطول ،ولكن يا إخوان نحن مسلمون ونتعامل مع بعضنا البعض بما يمليه علينا الشارع المطهر من الأخوة في الإسلام و المناصحة لا بالإحراج والفضح أمام الملأ و الناس أجمعين ! الهدف من النصيحة أن يقلع الشخص عن الخطأ ،وليس الغرض نشر عيوبه أمام الآخرين .


عندما أرسل الله موسى وهارون عليهما السلام لما بعثهما إلي فرعون أمرهم أن يقولا له قولاً لينا وهو من أطغى الطغاة ( فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى ) طه 44

ًُحمت بذهني في سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم وهذا الموقف لمن وصفه رب العزة والجلال بأنه على خلق عظيم . عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قام أعرابي في المسجد فبال ، فتناوله الناس ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ( دعوه ، وهريقوا على بوله سجلاً من ماء - أو ذنوباً من ماء - فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ) ثم دعاة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما فرغ من بوله فقال له ( أن هذه المساجد لا تصلح لشئ من هذا البول والقذر ، إنما هي لذكر الله والصلاة والقرآن ، فقال الأعرابي اللهم أرحمنى ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : لقد تحجرت واسعاً ،، أو كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الحادثة .
فمتى يا إخوان متى كانت النصيحة تأتي ثمارها بالنتر والصراخ والفضح ؟

أحد الإخوة حكي لي موقفاً طريفاً لزميله يقول عندما سجد وإذ بصوت ينبعث من جيبه ( بابا فين بابا هنا ) يقول فتلمست جيبي فإذ بجوال طفلي اللعبه قد وضعه في جيب الثوب دون علمي يقول فضغطت على زر القفل – طبعاً صاحبنا يحسبه زي الجوال الحقيقي – فصدحت أغنيه ثانية وكلما ضغط على رقم تغيرت الأغنيه !! ، فمره ( با با فين ) ومره ( ألو مرحبا ) ومره ( جرس ) يقول والناس تركع وتسجد وأنا قاعد أضغط في ها لماخوذ حتى قررت قطع الصلاة والهروب وأديت الصلاة في البيت بعد أن كسرت ذلك الجوال - أبو ريالين طبعاً ما عليه حسافه – قلت لمحدثي فكه الله أنه حط رجله قبل الناس ما تسلم وإلا كان فضحوبه !!
مقوله جميله / إن نصحت أخاك سراً فقد نصحته وإذا نصحته جهراً فقد فضحته)


كل إنسان يأخذ منه ويرد إلا المعصوم فلا تنس أن تصلى عليه
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم